تجسيداً للملاحم البطولية التي سطرها أبطال الجيش العربي السوري وصمود الشعب السوري في الحرب الإرهابية عملت وزارة الإعلام من خلال المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني على إنتاج الملحمة الدرامية “لأنها بلادي” من تأليف محمود عبد الكريم وإخراج نجدت اسماعيل أنزور وبمشاركة أكثر من 300 ممثل وممثلة وطاقم عمل فني متكامل.
العمل المؤلف من 26 حلقة سيبدأ عرضه اعتباراً من الأحد المقبل على القنوات السورية على شكل حلقات متصلة وثلاثيات تعكس تصدي السوريين للإرهاب والفكر الظلامي للتنظيمات الإرهابية المسلحة.
ويطرح العمل بكل جرأة أسئلة خطيرة وجريئة عن الآثار السلبية التي خلفتها الحرب منها اغتصاب النساء وزواج الفتيات من إرهابيين دون إرادتهن وإنجابهن أطفالاً مجهولي النسب وتوظيفها بقالب درامي مترابط ومتصل في آن معاً لتكون في الواقع برسم المؤسسات المعنية والمجتمع السوري لإيجاد حلول لها.
كما يقدم العمل قصصاً إنسانية اجتماعية تعكس الواقع الذي عاشه السوريون خلال سنوات الحرب وما شهده من حزن وفرح وأمل وألم وآثار سلبية ونماذج مشرفة جاءت عملية الربط بينها على لسان أديبة جسدت شخصيتها النجمة نادين عملت على جمع الأحداث والقصص لترويها بصوتها.
الإنتاج الضخم للعمل تم تصويره فيما يقارب 7 محافظات وفي العديد من المواقع العسكرية التي شهدت معارك حقيقية كما استخدمت فيه اللهجة البيضاء مع مراعاة لهجة كل منطقة سورية بالإضافة إلى لغات ولهجات الإرهابيين المرتزقة.
وفي مؤتمر صحفي عقد بمبنى وزارة الإعلام بدمشق حضره مخرج العمل ورئيس فرع الإعلام بالإدارة السياسية العميد غالب جازية ومدير مؤسسة الإنتاج ماهر عزام والكاتبة نهلة السوسو والناقد سعد القاسم وحشد من نجوم العمل والصحفيين وغاب عنه مؤلف العمل لظرف صحي طارئ بين معاون وزير الإعلام أحمد ضوا أن المؤتمر يأتي بمناسبة الإعلان عن انتهاء العمليات الفنية للملحمة الدرامية “لأنها بلادي” مشيراً إلى أن العمل يضيء على تضحيات الشعب والجيش ويوضح الحقائق التي حصلت على الأرض في ظل التشويه الذي تعرضت له سورية من قبل وسائل إعلام معادية زورت الوقائع وقلبت الأحداث.
وانطلقت فكرة المسلسل وفقاً لـ ضوا من وزارة الإعلام حيث تم تشكيل لجنة برئاسة الوزير تم من خلالها تجميع مجموعة من القصص البطولية والمجتمعية الإنسانية التي شكلت الخطوط العريضة للمسلسل وتم جمعها من خلال كوكبة من المراسلين الحربيين والكتاب الذين وثقوا بأعمالهم الأدبية بعضاً من الأحداث.
وكانت الخطوة التالية عبر اختيار الكاتب محمود عبد الكريم الذي قام بكتابة النص النهائي.
من جهته أشار المخرج الكبير أنزور إلى أن العمل الدرامي يضم نخبة من الفنانين السوريين بمشاركة طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية ومخرجين شباب حيث شاركوا جميعهم بجهد كبير وبكامل إحساسهم ولم ينتظروا المقابل المادي وإنما تقديم شيء مهم لسورية وتاريخها.
وأكد أنزور أهمية العمل لكونه يستعيد بشكل موثق بطولات جيشنا الذي تصدى ببسالة لمرتزقة من كل دول العالم مدججين بالأسلحة ومدعومين من دول كبرى مضيفاً إن هذا العمل يمس الوجدان ويوثق لحكايات أسطورية على هذه الأرض الشريفة يعجر اللسان عن وصفها.
بدوره لفت العميد جازية إلى أهمية الشراكة بين وزارة الدفاع والإعلام في توثيق تضحيات جيشنا وشهدائه الأبرار وشهداء الإعلام الوطني مبيناً أن العمل الدرامي لأنها بلادي هو جزء من مجموعة أعمال تناولت الحرب على سورية منها فيلما “أنت جريح ولآخر العمر” فضلاً عن تعاون قريب مع وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب لإنتاج ملاحم أدبية وفكرية جديدة تكون منارة للأجيال القادمة.
أما الإعلامية نهلة السوسو فأشارت إلى أهمية العمل لكونه يصور ملاحم لا نظير لها في العالم شهدتها الأرض السورية وتستحق أن توثق مثمنة جهد مؤلفه في كتابة وثيقة تاريخية للزمن القادم عن طريق تصوير القيم الإنسانية التي حملها هذا الجيش والبسالة التي لا نظير لها في الوقوف بوجه القوى التي تآمرت على سورية معربة عن ثقتها بتميز العمل وبقدرة كاتبه ومخرجه.
وأشار الناقد سعد القاسم إلى أن الكاتب عبد الكريم بذل كل جهده للخروج بهذا العمل الدرامي التوثيقي مبيناً أنه لم يتناول الأحداث الكبرى في الحرب وإنما تطرق إلى أحداث مجهولة لدى أغلب الناس بالاستناد إلى خلفية اجتماعية من قصص متماسكة.
وأكد القاسم ثقته بأن العمل سيكون مميزاً وجميلاً لكون المخرج أنزور شكل حالة ونقلة نوعية في الدراما السورية والعربية.
مدير مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني ماهر عزام أكد على الدعم الكبير الذي تلقته المؤسسة من قبل وزارة الإعلام أثناء تنفيذ هذا العمل الذي يعتبر استثنائياً على مستوى الدراما السورية.
ولفت إلى أن العمل يتميز بكونه يستعرض مجموعة حكايات لأبطال جيشنا محاولاً تقديم قالب درامي يحاكي ما حدث في الواقع حيث صور على كامل الجغرافيا السورية بقلم مؤلف كبير ولمخرج مبدع مبيناً أن هذه الملحمة لن تكون مسلسلاً واحداً وإنما مجموعة مسلسلات بنفس القالب الدرامي.
سانا