في ريف دمشق غياب الصيدليات المناوبة والنقابة ترد

الحاجة للدواء ليس لها وقت ولا موعد محدد، خاصة في الحالات الطارئة التي تحدث في وقت متأخر من ساعات المساء والليل، أو في أيام العطل الرسمية والأعياد وغيرها، وهو الأمر الذي يجد فيه أهالي صحنايا وأشرفيتها صعوبة في تلبية تلك الحاجة في الأوقات الحرجة والطارئة، والسبب يعود لعدم وجود صيدليات مناوبة في المنطقتين، علماً أن عدد السكان يصل فيهما إلى حوالي 600 ألف نسمة.

وفي هذا يقول المواطن علي أسعد أنه من الضروري أن تكون هناك مناوبات لبعض الصيدليات في الفترة المسائية، وهو الذي فوجئ قبل أيام بعدم وجود أي صيدلية مناوبة عندما دعته الحاجة لذلك في منتصف الليل وإحضار الدواء لابنته.

علا محمود منذ أيام قالت: إن الحاجة دعت زوجي لأن يذهب إلى الصيدلية بعد الواحدة ليلاً لجلب نوعين من الدواء وكانا ضروريان جداً نتيجة حالة طارئة، لكن مع كل أسف لم يجد أي صيدلية في صحنايا ولا في أشرفيتها، لذا نرجو من الجهات المعنية والمسؤولة عن متابعة المناوبات أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار وإيجاد الحل المناسب له.

سعد شعبان قال: بعض الصيدليات حتى أيام المناوبة لم تلتزم بها مع كل أسف، ما يجعل المواطن يعاني من الحصول على الدواء والعلاج الذي يلزمه وبالذات في الحالات الطارئة، وأكد أنه حاول لأكثر من مرة الحصول على علاج وحليب للأطفال في بعض أيام “الجمعة” أو في أوقات المساء المتأخرة، إلا أنه كان يصطدم دائماً بعدم وجود صيدلية مناوبة في المنطقتين المذكورتين، مطالباً بضرورة إلزام الصيدليات بجدول المناوبات.

من ناحيتها أوضحت سميرة فرزان أن كثيراً من الأدوية التي يكتبها بعض الأطباء في الوصفات الطبية، خصوصاً إذا كانت العلاجات في وقت متأخر أجنبية الصنع وفي الغالب لا تكون متوفرة إلا في صيدليات محددة يصعب الحصول عليها نهاراً، فكيف بالليل إذاً، وطالبت على هامش الموضوع بالعمل قدر الإمكان بضرورة توفير هذه الأدوية وطنياً.

ولدى سؤال بعض الصيادلة والصيدلانيات عن عدم إطالة وقت المناوبة في حال عاد العمل بها، أكد معظمهم ان هناك صعوبة كبيرة يواجهونها، ولاسيما مع انقطاع الكهرباء وانتشار الظلام، وطالبوا بتأمين الحماية الخاصة بهم نظراً لتعرضهم من قبل المدمنين والمرضى النفسيين للاعتداءات، ولاسيما إذا طلبوا منهم أدوية لا يُسمح بصرفها دون وصفة طبية، مؤكدين استعدادهم للالتزام بتلك المناوبة شرط عدم تعرضهم للخطر، وأن مهنتهم الإنسانية تتطلب منهم التواجد على مدار الساعة وليس مناوبة وحسب، كما طالبوا بتوفير بعض الأدوية المفقودة أيضاً على هامش الموضوع، لأن هناك الكثير من الأدوية التي فقدت، وسواء تناوبوا على الخدمة أم غير ذلك فإن النتيجة واحدة في ظل فقدان تلك الأدوية.

وأكد أحد المواطنين فضَّل عدم ذكر اسمه على ضرورة التزام الصيدلية المناوبة بالدوام بحيث يكون دوام صيدليات المنطقتين المذكورتين في الأيام العادية حتى العاشرة مساء، لافتاً إلى أن دوام بعض الصيدليات يبقى حتى الحادية عشرة مساء، منوهاً من جهة ثانية بأن ابنته صيدلانية، وأن دوام الصيدليات بعد العاشرة مساء يشكل عليهم خطورة كبيرة، وطالب بتوفير الحماية الخاصة للصيدليات المناوبة، عندها من الممكن أن يكون دوام هذه الصيدليات على مدار الساعة لتلبية احتياجات المواطنين.

وفي هذا السياق ورداً على تلك التساؤلات أكد الصيدلاني ألبير فرح عضو مجلس فرع نقابة صيادلة ريف دمشق: أنه حسب نظام المناوبة في الصيدليات، وعملاً بأحكام القانون 9 لعام 1990 يحدد الدوام في الصيدليات في مناطق خدمة الريف ست ساعات فقط، وتحدد النقابة الدوام والمناوبات حسب طبيعة وظروف المناطق.

وأضاف أما بالنسبة إلى صحنايا وأشرفيتها تعدان من مناطق خدمة الريف، موضحاً أن الصيدليات حسب القانون المذكور تغلق في الساعة العاشرة ليلاً، وتبقى في المناوبة في صحنايا صيدليتان، واحدة في أشرفية صحنايا وأخرى في الباردة يومياً حتى الساعة الثانية ليلاً، وذلك بالتعاون بين النقابة وبعض الزملاء الصيادلة بهدف تقديم الخدمات الدوائية للمواطنين

الثورة