قلق مبرر من عدم تسويق إنتاج القمح لمراكز الحبوب في الحسكة

في اجتماع للجنة تسويق الحبوب بالحسكة لم تنقصه الشفافية والمواجهة الصريحة والحريصة مع واقع الحال، تم وضع العديد من النقاط التائهة على حروفها المناسبة، لاسيما وأن التعليمات والإجراءات التي وصلت من الإدارة العامة لمؤسسة الحبوب واستعرضها مدير فرع المؤسسة بالقامشلي خلال الاجتماع يمكن النظر إليها كما اعتبرها المجتمعون انها شروط تعجيزية تمنع الفلاحين من تسويق انتاجهم لمراكز مؤسسة الحبوب والذهاب بها إلى التجار والسماسرة.
ولعل أولى الشروط التعجيزية التي لم تأخذ بالاعتبار الظروف الصعبة في محافظة الحسكة وسيطرة الاحتلال الأمريكي والتركي ومن يرتهن لهما من عصابات ومرتزقة المواصفات والمقاييس التي فرضتها مؤسسة الحبوب على المنتجين كي تستقبل إنتاجهم، وكأن الحسكة اليوم هي كما كانت في الثمانينات والتسعينات ايام المواسم الوفيرة والانتاج النوعي وحياة الرخاء، والأمن والأمان. واللافت في كلام مدير فرع القامشلي أنه تقدم باقتراحات للمؤسسة تناسب ظروف المحافظة والفلاحين وتشجع على تسويق كامل الإنتاج للمؤسسة إلا أن الاقتراحات لم تتم الموافقة عليها من قبل الإدارة العامة وجاءت مواصفات ومقاييس الاستلام مخالفة لحسابات الحقل والبيدر وبالتالي فإن اللجنة الفرعية لتسويق الحبوب بالحسكة رأت في اجتماعها أنه لن يتم استلام حبة قمح واحدة إذا لم يعاد النظر بما أقرته المؤسسة.
محافظ الحسكة اللواء غسان خليل اوضح خلال الاجتماع أن الضرورات تتطلب أن نستقبل كل حبة قمح تصل إلى مراكز مؤسسة الحبوب مع تقديم كل التسهيلات اللازمة للمنتجين واكثر من ذلك وفقاً للسيد المحافظ فإن المطلوب الحفاظ على الكميات بعد استلامها ومنع اي شكل من أشكال الهدر أو السرقة للحبوب المخزنة كما حصل سابقا، مشيراً إلى المخازين التي يطلق عليها أرضيات ويتم بيعها من قبل المؤسسة لتجار ومتعهدين يسرقون من خلالها الأقماح النظيفة.. والسؤال هو لماذا لا تباع أو تسلم كميات الأرضيات لمؤسسة الأعلاف والاستفادة منها للثروة الحيوانية.
من جهته مدير الزراعة بالحسكة المهندس رجب سلامة أوضح أن مجموع المساحات المزروعة بالقمح ٥١٤٢٥٠ هكتارا منها ١٢٤٨٩٢ هكتارا قمح مروي و٣٨٩٣٥٨ هكتارا بعل إلا أن كامل المساحات البعلية خرجت عن الإنتاج وهي غير قابلة للحصاد اما التقديرات الأولية للإنتاج المتوقع من محصول القمح فهي ٣٠٠٣٦٥ طنا.
ويرى مدير الزراعة ضرورة تسليم شهادات المنشأ للتسويق التعاوني الى المركز في يوم تسليم الحبوب على أن تكون مصدقة من الرابطة الفلاحية وكذلك التعميم على الجمعيات الفلاحية بتزويد المراكز بجداول اسمية للأعضاء التعاونيين لكل جمعية تتضمن المساحة والانتاج المتوقع الى المراكز على أن تكون مصدقة من الدوائر الزراعية لاعتمادها كشهادات منشأ لتسويق الحبوب وان يكون مجموع الانتاج في الجداول مطابقة لمجموع الانتاج في شهادات المنشأ رقماُ وكتابة وإعلام الأخوة الفلاحين والمنتجين بأن مراكز الشراء بفرع الحبوب لا تستلم الإنتاج من القمح الا ضمن اكياس خیش جديدة حصرا وبيع أصحاب الحصادات كمية من أكياس الخيش الفارغة نقدا بموجب بطاقة الحصادة بما لا يتجاوز 500 كيس فارغ لكل حصادة.
مدير فرع الحبوب بالقامشلي عبد الله عبد الله بين أنه تم تحديد مواقع بيع أكياس الخيش في مركزي الثروة وجرمز وتم تحديد سعر شراء الأقماح قاسي وطري بـ /۸۰۰/ ليرة بالإضافة الى /۱۰۰/ ليرة مكافأة تسليم للكيلوغرام الواحد، وتقرر استلام الاقماح بموجب شهادات المنشأ صادرة عن مديرية الزراعة ومصالحها ووحداتها الإرشادية وفق النموذج المعمم من وزارة الزراعة حصراً وستتم إعادة الاقماح التي تزيد الرطوبة فيها عن الحد المسموح الى أصحابها ليتم تجفيفها ثم شراؤها أصولا بعد التأكد من مطابقتها للمواصفات وايضاً تم تشكيل المجموعات الرقابية والتسويقية للإشراف على عمليات الاستلام و التخزين.

الثورة