الاحتلال الإسرائيلي يدمر مئات المنازل ويشرد عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة

العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم التاسع على قطاع غزة المحاصر أدى حتى الآن إلى استشهاد 213 فلسطينياً بينهم 61 طفلاً وإصابة 1442 وفق مصادر طبية فلسطينية كما تسبب بتشريد أكثر من 52 ألفاً وتدمير وإلحاق أضرار كبيرة بـ 7500 منزل ومبنى ومنشأة.
ينس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” أوضح في تصريحات صحفية أن 47 ألفاً من المشردين لجؤوا إلى 58 مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” مشيراً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية دمرت مئات المنازل والمباني والمنشآت بشكل كلي أو جزئي بينها ستة مستشفيات وتسعة مراكز للرعاية الصحية.
أحاديث مؤلمة وصادمة يرويها الناجون من الموت بعد أن تساقطت عليهم بكثافة قذائف طيران الاحتلال وصواريخه في مناطق عدة بقطاع غزة حيث يتحدث سعيد أبو فرية من قرية أم النصر شمال القطاع لمراسل سانا عن لحظات الهلع التي عاشها وجيرانه قائلاً: الاحتلال قصف بكثافة وبشكل عشوائي عشرات المنازل في القرية وتصاعد الدخان والنار من كل مكان، تعالت صرخات الأطفال والنساء داخل المنازل، والنتيجة كانت ارتقاء شهداء وإصابة العديد من الأشخاص في كل مكان.
ويضيف أبو فرية: أمام كثافة القصف الهمجي خرجنا من منازلنا مع حلول ساعات المساء في رحلة موت حيث أن طائرات الاحتلال تقصف في كل مكان إلى أن وصلنا إلى مدرسة جباليا التابعة للأونروا شمال القطاع مشياً على الأقدام أنا وأطفالي ومئات الأسر ونعيش حالياً ظروفاً مأساوية داخل هذه المدارس.
من جانبه يروي سالم أبو عقل 75 عاماً من بيت حانون لحظات الموت التي مرت عليه وعلى أسرته المكونة من 10 أشخاص ونجاتهم من الموت، حاصرتنا الصواريخ والقذائف، الدخان الأبيض الممزوج برائحة كريهة لف المنطقة في محيطنا، خرجنا من بيوتنا من أجل أن نبقى على قيد الحياة، قطعنا مسافات طويلة مشياً على الأقدام ترافق معها قصف لم يتوقف حتى وصلنا إلى مدارس الأونروا في جباليا.
وأشار أبو عقل إلى أن المشردين في مدارس الأونروا يعانون ظروفاً مأساوية فعدد الأسر بالمئات ولا توجد مقومات حياة من ماء وكهرباء وغيرها والجميع يعيشون كابوس التشرد والتهجير مؤكداً أنه مهما تصاعدت جرائم الاحتلال فإنه لن ينال من عزيمة الفلسطينيين وصمودهم على أرضهم وتمسكهم بحقوقهم.
الباحث الحقوقي سمير زقوت بين أن العدوان الإسرائيلي تسبب بتشريد 52 ألف فلسطيني لجأ معظمهم إلى مدارس الأونروا في مختلف مناطق القطاع في موجة نزوح جماعية كبيرة على الرغم من خطورة ذلك صحياً في ظل انتشار وباء كورونا وتسجيل المزيد من الإصابات بينما لجأ القسم الآخر إلى أقاربهم في أطراف القطاع.
وأشار زقوت إلى أن المشردين من منازلهم يعانون ظروفاً صعبة حيث تعيش أسر عدة في غرفة واحدة تفتقر لأدنى مقومات الحياة مندداً بتجاهل المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة وعجزه حتى عن تقديم المساعدات العاجلة لهم.
هاشم أبو هاشم المشرف على مركز رعاية بيت لاهيا شماع القطاع أوضح أن الاحتلال قصف المركز الوحيد الذي يقدم خدمات الفحص والتطعيم لمكافحة فيروس كورونا المنتشر في القطاع ما سيؤدي إلى كوارث صحية لافتاً إلى أن هناك مخاطر جسيمة من حالة الاكتظاظ للمشردين في المدارس وإمكانية انتشار الوباء في صفوفهم كبيرة وهذا سيعرض حياتهم للخطر الشديد ما يتطلب من المنظمات الأممية وخاصة منظمة الصحة العالمية الالتفات إلى هذه الكارثة.
رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي أشار إلى أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع تسبب وفق إحصائيات أولية بتدمير 1025مبنى سكنياً بشكل كامل وإلحاق أضرار جسيمة بنحو 6500 منزل ومنشأة تجارية وصناعية و36 مدرسة وتدمير هائل في البنية التحتية من شوارع وصرف صحي وكهرباء.

الثورة