خلال أربعين عاماً، شكّل الكوميديان السوري ياسر العظمة حالة فنيّة نادرة جداً، كونه اعتصم عند مسلسل وحيد هو «مرايا» قدّم فيه عشرات الكاركترات المتباينة والمتشابهة أحياناً، وحقّق جماهيرية واسعة وإقبالاً جماهيرياً لافتاً. في هذا المشروع، اتكأ الممثل المخضرم على مفاتيح أدائية ثابتة، من ناحية الشخصيات التي يلعبها بمساندة كوكبة من النجوم. العمل صار مثل منجم خرّج عدداً كبيراً من الممثلين الشباب والمكرّسين، مع كشف مواهب انطلقت لاحقاً في المهنة من واسع أبوابها، كصفاء سلطان، روعة ياسين وغيرهما. صمدت شعبيته حتى اليوم، إذ ما زالت لوحاته تحقق أعلى نسب مشاهدة بعد إعادة نشرها على السوشال ميديا وتقطف أرباحاً كبيرة لمالكيها! من جهة أخرى، جرّب العظمة مراوغة الانتقادات التي كانت تتهمه بسرقة أفكار لوحاته من مكتبة الأدب العالمية وروائعها، وتحديداً من المؤلفات التركية لعزيز نيسن! فكتب على شارة مسلسله بأنه من تأليفه مما قرأ وسمع وشاهد؟!
عودة الكوميديان ياسر العظمة
- ميديا وتلفزيون
- وسام كنعان
- السبت 10 نيسان 2021
- 0
ياسر العظمة في «السنونو»خلال أربعين عاماً، شكّل الكوميديان السوري ياسر العظمة حالة فنيّة نادرة جداً، كونه اعتصم عند مسلسل وحيد هو «مرايا» قدّم فيه عشرات الكاركترات المتباينة والمتشابهة أحياناً، وحقّق جماهيرية واسعة وإقبالاً جماهيرياً لافتاً. في هذا المشروع، اتكأ الممثل المخضرم على مفاتيح أدائية ثابتة، من ناحية الشخصيات التي يلعبها بمساندة كوكبة من النجوم. العمل صار مثل منجم خرّج عدداً كبيراً من الممثلين الشباب والمكرّسين، مع كشف مواهب انطلقت لاحقاً في المهنة من واسع أبوابها، كصفاء سلطان، روعة ياسين وغيرهما. صمدت شعبيته حتى اليوم، إذ ما زالت لوحاته تحقق أعلى نسب مشاهدة بعد إعادة نشرها على السوشال ميديا وتقطف أرباحاً كبيرة لمالكيها! من جهة أخرى، جرّب العظمة مراوغة الانتقادات التي كانت تتهمه بسرقة أفكار لوحاته من مكتبة الأدب العالمية وروائعها، وتحديداً من المؤلفات التركية لعزيز نيسن! فكتب على شارة مسلسله بأنه من تأليفه مما قرأ وسمع وشاهد؟!
مع ذلك، انحدر مستوى أجزاء مسلسله الأخيرة تحديداً عندما أقحم الإعلانات التجارية بشكل منفّر، ثم سافر إلى الجزائر في سنوات الحرب وأنجز جزءاً من «مرايا» عُرض بشكل حصري على التلفزيون الجزائري بدون أن يحقق أي أثر أو متابعة! قبل أشهر، قرر أن يحضر على السوشال ميديا، وبالفعل ظهر مرّة ليلقي شعراً اتُّهم بأنه سطحي وساذج ولاحقته موجة من الانتقادات اعتبرت بأنّ الفنان يهوي بمستواه ليكون مجرّد «يوتيوبر». وبالفعل لم يقدّم سوى بضع حلقات على حساباته الافتراضية، سرعان ما أعلن عن طلاقه هذا العالم مؤقتاً، لانشغاله بالتحضير لمسلسل جديد! علماً أنه سبق أن سرت أخبار مراراً عن عودته في نسخة جديدة معاصرة من عمله الشهير، ودخوله في مباحثات مع منتجين من دون أن تترجم تلك المشاورات عمليّاً.
هذا الموسم تغيّرت المعطيات وتأكّدت عودته في عمل سوري توحي بشائره بأنه لن يكون سوى إعادة اجترار لتجربة «مرايا» في الجزائر، كونه يصوّر في الإمارات، وبالتالي يفقد البيئة المحلية السورية، وهي نقطة جوهرية في البناء الدرامي والمقترح الحكائي الذي قدّمه الكوميديان الشهير واشتبك فيه مع قضايا الناس الصغرى ويومياتهم وما يحيطهم من فساد!
على أي حال العودة، بعد انقطاع طويل ستكون عودة العظمة هذا الموسم من خلال «السنونو» (كتابة ياسر العظمة ـ إخراج خيري بشارة ـ يشاركه في البطولة: عابد فهد ومحمد قنوع وتقلا شمعون ومرح جبر وبشار إسماعيل وولاء عزّام…). في هذا العمل، نتعرّف إلى شخصية عوني الناكش الذي يسافر في باخرة مترفة الغنى، وتحدث معه مفارقات عديدة تكون قوام الحالة الكوميدية التي يطرحها العظمة بعيداً عن المقترح الذي تبناه لسنوات في «مرايا». ولعلّ المسلسل سيكون هو الحضور شبه الوحيد للكوميديا السورية هذا العام، إلى جانب محاولة البحث عن مادة لايت في مسلسل «سنة ثانية زواج» (كتابة أحمد سلامة ـ إخراج يمان إبراهيم ـ بطولة يزن السيّد ودانة جبر). العمل جزء ثان من مادة طرحت هموم ومقاربات الزواج في سنته الأولى، وانتزعت إقبال الجمهور المحلي بنسبة معقولة، وهو ما جعل فريق المسلسل يفكّر في استمرار التجربة مع تشريح درامي للسنة الثانية من الزواج، وماذا تحمل من هموم ومشاكل ويوميات!
المصدر: موقع الاخبار