ملتقى فضاءات لونية.. مساحة فنية لاستقطاب المواهب الشابة

جمع ملتقى التصوير بالإكيرليك (فضاءات لونية) الذي يستضيفه المتحف الوطني باللاذقية بين التجارب الفنية لنحو 19 شابة من الموهوبات فنياً والقادمات من مستويات أكاديمية ومهنية مختلفة ليمنحهن فرصة الخروج بأعمالهن إلى الجمهور في مبادرة لاكتشاف المواهب التشكيلية الواعدة.

وتقدم المشاركات في الملتقى الذي يقيمه مركز بيكاسو للفنون التشكيلية بإشراف مديرية ثقافة اللاذقية وبالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف 38 عملاً فنياً تميزت بالتنوع من حيث المواضيع والمدارس الفنية والتي غلب عليها الموضوع الإنساني وشكلت المرأة برمزيتها المتعددة (الأم والوطن والجمال) الحاضر الأكبر.

الملتقى الذي انطلق في الـ 27 من الشهر الماضي ويختتم غداً الأحد من خلال معرض فني لأعمال الفنانات المشاركات يهدف بحسب الفنان التشكيلي اسماعيل توتنجي المشرف على الملتقى إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الموهوبين والمغمورين الشباب والخروج بأعمالهم إلى الجمهور للمساهمة في اكتشاف المواهب الفنية التي لم تتح لها الدراسة الأكاديمية وصقلها لتكون إضافة مهمة في إغناء الحركة التشكيلية بالمحافظة.

وبين توتنجي في تصريح لمراسلة سانا أن الملتقى استقطب فنانات تجمعهن الموهبة الفطرية وحاول إخراج ما يكتنزنه بداخلهن من موهبة ومساعدتهن في ترجمة أفكارهن بشكل فني على اللوحة لتأتي الأعمال كمفاجأة من حيث المستوى الفني العالي ويبرز مواهب حقيقية مهمة تستحق الإضاءة عليها.

وقال توتنجي إن التجارب التي خرج بها الملتقى تجعلنا سعيدين بتحقيق أهم أهدافه في اكتشاف المواهب ويحفزنا للعمل لتكون الملتقيات مستمرة لخلق جيل فني جديد لأن الفن كما نراه رسالة تتوارثها الأجيال.

الطالبة في كلية رياض الأطفال نور الهدى غدير اعتبرت من خلال مشاركتها الأولى في هكذا ملتقيات أنه شكل لها خطوة مهمة من خلال الالتقاء بأشخاص لديهم نفس الاهتمامات والاطلاع على تجاربهم والاستفادة من ملاحظات وخبرة الأساتذة.

ورأت عايدة اسماعيل أن الملتقى يتيح لمن يمتلك الموهبة والشغف الخروج بموهبته وصقلها مع الاستفادة من خبرة الفنان توتنجي الكبيرة في هذا المجال ولاسيما في مجال الإكيرليك.

وأشارت أطلال شملات إلى أن الملتقى شكل لها فرصة في الخروج  بشغفها الفني إلى الضوء بعد سنوات طويلة أبعدتها تربية الأولاد عنه وبعد أن أصبحوا بالجامعات كان القرار بالعودة إلى الفن حيث تخرجت في مركز الفنون التشكيلية وأصبحت مواظبة على المشاركة في الملتقيات لما تعطيه من خبرة وتطوير مهارات الأمر الذي شاركتها به المعلمة نسرين عثمان التي رأت في الملتقى مساحة فنية حرة تمكن الفنانين غير المعروفين من التعريف بأعمالهم ومواهبهم.

المهندسة المعمارية فاطمة حسون تحدثت عن مشاركتها الأولى في ملتقى فني من خلال عملين يرصدان مرض الاكتئاب معتبرة أن هناك مواهب حقيقية تحتاج للدعم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها لتكون قادرة على أخذ دور مهم على الساحة التشكيلية وإظهار الوجه الفني والحضاري الحقيقي لبلدنا.