تكتشف التاريخ بل وتراه في مكان سكنته السنون فقط، حيث يلتقي الجبل والوادي والبحر عبر سلسلة طبيعية، هناك تغفو بسحر مغارة قديمة تُدعى مغارة الضوايات التي تقع على بعد٢كم للشمال الشرقي من بلدة مشتى الحلو التابعة لمحافظةطرطوس السورية
الطريق إليها يتطلب منك أن تلتف حول جبل تراه رفع أحد أقدامه قليلاً عن الأرض ليدلك على باب زمن موغل بالقدم ولكن لن يضعك الباص أمامه مباشرة بل عليك أن تتعب قدميك كي تستحق أن تدخل إلى قلب الصخر وترى الجبل الأصم كيف ينبض من الداخل مشكلا تحفة فنية منحوتة بين الصخور تكونت في الدور الجيولوجي الرابع ويُقدر عمرها ب٢٠ مليون سنة وهذا التقدير جاء نسبة لحجم النوازل فيها إذ يحتاج كل ١سم٣ حتى يتكون إلى ١٠ آلاف سنة
ما أن تطأ قدمك أرض المغارة اي في قسمها الأول حيث ترى أربع فتحات سماوية تغذيها بالاوكسجين حتى تبدأ تكتشف من أين جاءت تسميتها بالضوايات حيث أُطلق عليها هذا الاسم عام ١٩١٤ بسبب وجود ثقوب في سقفها تسمح لنور الشمس بالتسلل إليها وتوحي لك حبال الضوء هذه كلما تعمقت بداخلها وكأنك على خشبة مسرح تتراقص عليه الاضواء ولكن بمساحة أكبر منه حيث يبلغ طولها حوالي ٥٠٠ م تحت الارض وارضيتها من البداية وحتى العمق المكتشف متدرجة في الارتفاع والانخفاض حيث يتراوح ارتفاعها بين المتر الواحد و خمسة عشر متر فيما يتراوح عرضها بين المتر والعشرة أمتار كما يتوسطها نفق طويل ينساب بشكل دهليزي رائع يوصلك إلى قاعات جميلة بداخلها وستصادف نبعا يسمى بنبع العطشان مياهه عذبة ومنعشة يشرب منه الناس فيروون ظمأهم، وتكمل السير فيها وتكمل معك العديد من الصواعد والنوازل حتى آخرها والشيء المذهل الذي يرافقك أثناء جولتك هذه هو الشعور بالهدود والسكينة ولايقطع هذا الشعور سوى قطرات المياه من الأعلى وبناء عليه تم وصفها بالحسناء التي تبكي دوماً دموع السحر والجمال لتجعلها مع هذه المتاهات الصخرية والطرق المتعرجة أعجوبة مع تصنيفها كأجمل المغامرات غير المسكونة في العالم
وفي نهايتها حيث يغلق الصخر فمه وتصبح في بطن الأرض تكون قد وصلت لختام رحلتك في هذا المكان الذي استثمر سياحيا قبل نحو ٤٦ عاماً وتمت انارته من الداخل عندما تم فتحها امام السياح وتبدأ معهم بالتقاط الصور التذكارية لجمال مانحتته الطبيعة في مكان يعتبر من عجائب الدنيا
اعداد: مجد حيدر