نزار قباني بين الحداثة والمعاصرة وبين تراث الأقدمين والكلاسيكية

قصائد نزار قباني وما فيها من حداثة على صعيد التشكيل وتأثر بالأقدمين في مجال الغزل محاور تناولتها الندوة التي استضافها المركز الثقافي العربي في الميدان بمشاركة نقاد وشعراء.

الندوة التي حملت عنوان “نزار قباني مسيرة عطاء” وأقيمت ضمن المهرجان الشعري الذي انطلق بالأمس احتفاء بهذا الشاعر الكبير تحدث فيها الدكتور جمال أبو سمرة عن آليات التشكيل الدرامي في قصيدة نزار قباني “الحدث نموذجاً” مبيناً أن قصيدة نزار تتصف بالسهل الممتنع فالحدث هو أي شيء يدفع بمكونات القصة إلى الأمام باتجاه الذروة والخاتمة متخذاً من قصيدة “جريمة شرف أمام المحاكم العربية” مثالاً.

الدكتور جهاد بكفلوني تحدث عن أوجه الشبه بين نزار والشاعر الأموي عمر بن أبي ربيعة لجهة الاعتزاز بالنفس وعشقه للمرأة ومفرداته البسيطة الرقيقة مبتدئاً بتشبيه الشاعر قباني بالمحامي الذي يستميت بالدفاع عن موكلته حتى يصل للحظة إصدار الحكم لمصلحته فيقلب الطاولة ويطلب فتح القضية من جديد.

الشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي لفت إلى أنه لم يظهر شاعر ملأ الدنيا وشغل الناس منذ أيام المتنبي مثل نزار قباني في خصوصيته التي يصعب على النقاد فهمها فالكلاسيكيون لا يعترفون به شاعراً كلاسيكياً ومع ذلك يحبونه ويقرؤونه والحداثيون لا يرونه منهم ومع ذلك يقرؤونه أيضاً مبيناً أن خصوصية نزار تنبع من قدرته الفذة على الاحتفاظ بشخصية الطفل المدلل وليس أن يتقمصها.

أدار الندوة الدكتور راتب سكر الذي تحدث في مداخلته عن شعر قباني في إسبانيا منذ قصيدته الأولى “مذكرات أندلسية” ثم “أوراق إسبانية” و”أحزان في الأندلس” التي بكى فيها على الأندلس بكاءه على فلسطين وعلى الوحدة العربية الضائعة إضافة إلى قصيدة غرناطة التي تحكي عن لقاء الشاعر بامرأة إسبانية في الطائرة.

سانا