لم يثن الإرهاب من عزيمة عمالها… وسيم للألبسة الجاهزة تتوسع جغرافياً وتبيع بـ 6 مليارات

لم تثن تهديدات الإرهابيين طوال فترة وجودهم بالغوطة الشرقية وعلى مقربة من أسوارها من عزيمة عمال الشركة العامة للألبسة الجاهزة وسيم الذين استمروا ورغم القذائف التي لم يسلم مقر الشركة منها والأخطار التي كانت تهدد حياتهم أثناء رحلتهم اليومية من وإلى الشركة وحتى خلال وجودهم فيها بالعمل والإنتاج.

اليوم في مقر الشركة الواقعة في جانب بلدة المليحة بريف دمشق لا تزال آثار القذائف واضحة في العديد من الأماكن والتي تم ترميم الكثير منها ويواصل المئات من عمالها عملهم كخلية نحل وفي كل الأقسام وعبر مراحل متعددة لإنتاج مئات الآلاف من قطع الألبسة وغيرها بدءاً من إدخال المواد الأولية حتى وصولها إلى مراحل التصنيع النهائية وتقديم تشكيلة سلعية بجودة عالية تؤمن احتياجات الجهات العامة والسوق المحلية.

المهندس هيثم زاهر المدير العام للشركة يقول إن وسيم هي إحدى شركات المؤسسة العامة للصناعات النسيجية التابعة لوزارة الصناعة أسست عام 1978 بهدف تصنيع الألبسة بكل أنواعها الرجالية والنسائية والولادية وكل ما يتطلبه السوق إضافة إلى اللباس العمالي لمؤسسات ووزارات الدولة وتأمين جزء من احتياجات إدارة المهمات والجهات العامة.

ووفق المهندس زاهر فإن الشركة تضررت بنيتها التحتية ومنتجاتها وآلاتها كما ارتقى 6 من عمالها وأصيب 46 آخرون خلال سنوات الحرب الإرهابية ورغم ذلك فإن الشركة لم تتوقف عن العمل طيلة تلك السنوات والسبب هو إصرار العمال على استمرار العمل والإنتاج مبيناً أن معدلات الإنتاج في الشركة كانت جيدة رغم أن كادرها كان معرضاً في أي لحظة لإرهاب التنظيمات المسلحة ومشيراً إلى أنها دخلت بالفعل إلى الشركة ولكنها لم تستطع البقاء فيها بفضل بطولات الجيش العربي السوري الذي دحرها عنها.

ويضيف المهندس زاهر إن الشركة عملت على تطوير ذاتها وتوسيع قاعدة العمل على أرضها وخارجها وتمكنت وبدعم حكومي ومن وزارة الصناعة من إحداث 9 وحدات إنتاجية للخياطة في الريف بهدف خلق فرص عمل لأبناء وذوي الشهداء في أماكن وجودهم وسكنهم وذلك مع توفير الدعم من جهات أهلية وإدارية وبقيم رمزية سواء الآلات أو حتى الأماكن حيث وفرت هذه الوحدات أكثر من 800 فرصة عمل وحققت عائداً اقتصادياً خلال العام الماضي بنحو 40 مليون ليرة مبيناً أن الوزارة تعمل حالياً مع الجهات المعنية لكي تأخذ هذه الوحدات الإنتاجية طابع منشأة اقتصادية وتسوية وضع هؤلاء العمال فيها.

وتتبع للشركة صالات بيع عبر المحافظات وهناك فريق انتاجي مكلف بسبر الأسواق ومواكبة الموضة بحيث يتم إعداد النماذج وسحب هذه القوالب وتصميمها ليخرج منتج نهائي ترفد به السوق وفقاً لمديرها العام الذي بين أن الشركة تعمل بعقلية التاجر لجهة التنوع الكبير والكم القليل بالإنتاج مع الحفاظ على إنتاج الأطقم الرجالية والألبسة المدرسية واللباس العمالي.

وذكر زاهر أن هذا التوسع الذي حدث كانت له انعاكسات إيجابية على الشركة حيث حققت العام الماضي مبيعات بنحو 6 مليارات ليرة لأول مرة وبزيادة 2.5 مليار عن العام 2019 لافتاً إلى أن كل إنتاج الشركة مسوق بالكامل ولا توجد مخازين مع ربح مقدر بنحو 300 مليون ليرة فيما بلغت مبيعات الشركة خلال الشهرين الماضيين 1.120 مليار ليرة.

راتب عزام معاون المدير العام للشركة لفت إلى التنوع في إنتاج الشركة من الألبسة الجاهزة واللحف والشراشف والملاحف وهي تحتوي على أربعة أقسام أساسية هي المخبر والتكنولوجيا والخياطة والانهاء والتعبئة والتغليف.

وذكر عزام أن قسم الخياطة هو الأكبر في الشركة ويحتوي على 12 خطاً إنتاجياً متخصصاً بخياطة (البنطال والقميص والجاكيت) حيث لكل خط نوع من المنتجات مؤكداً قدرة الشركة واستمرارها على تلبية احتياجات القطاع العام من مختلف أصناف الألبسة أياً كان نوعها.

من جهتها ماجدة بركة رئيسة قسم التكنولوجيا أوضحت أن كل رئيس خط يقوم يومياً باستلام منتجه من صالة الخياطة ويوزع مراحله على الخط الإنتاجي وكل عامل على الخط له دور في العمل إلى أن يتم تجميع القطعة في نهاية الخط مشيرة إلى أن لكل خط مراقب جودة حيث لا تسلم القطعة إلى القسم الآخر حتى يتم التأكد من جودتها إضافة لدائرة الجودة التي تقوم بجولات على جميع الأقسام لفحص المنتجات اثناء وبعد تصنيعها.

بدوره ماهر الزين رئيس اللجنة النقابية في الشركة بين أنه لولا إصرار وعزيمة العمال في الشركة وما قدموه من تضحيات لما استطاعت الشركة الاستمرار في العمل لافتاً إلى ضرورة تحسين أجور العمال وزيادة التعويضات ومنح تعويض الاختصاص لخريجي المعاهد ورفع قيمة الوجبة الغذائية من جديد.

سانا