كاميرا سانا تجول في حريتان… تأهيل للخدمات وشوق للزراعة

يستعيد أهالي حريتان شمال غرب حلب حياتهم الطبيعية بشكل تدريجي بعد عام مضى على تحريرها من الإرهاب وتأمين الخدمات الضرورية لها فمنهم من انطلق للعمل في الحقل وآخر يقلم الأشجار ومنهم من يعيد بناء منزله ويرممه بعد تخريبه فيما توجه الأطفال لمدارسهم وكلهم شوق لمقاعد الدراسة لتعويض ما فاتهم خلال سنوات الحرب.

كاميرا سانا كانت مع الأهالي في أشغالهم اليومية ورصدت عن قرب عملهم في الحقول حيث أوضح الفلاح مجد الدين غزي أنه عاد للمدينة بعد غياب سبع سنوات إثر تطهيرها من الإرهاب على أيدي رجال الجيش العربي السوري وتحقيق الأمن والاستقرار فيها حيث عمل على ترميم منزله وحراثة وزراعة أرضه من جديد وقال: “الأرض غالية.. ومن حرم منها سبع سنوات يعرف حجم الشوق لزراعتها جيداً” مبيناً أنه يقوم بزراعة أرضه بالقمح والخضراوات وتربية المواشي والأبقار.

ويشعر الفلاح حسن خسة بالأمان والاستقرار بعد عودته لمدينته حيث عاود للعمل بالأرض وزراعتها بمحاصيل البصل والبطاطا والفول وسقايتها متمنياً من الجهات المعنية توفير مستلزمات الإنتاج للفلاحين والأهالي من بذار ومحروقات وأسمدة لمساعدتهم في تحقيق إنتاج وفير داعياً كل من هجر عن أرضه للعودة إليها والعمل بها من جديد.

وخلال الأشهر القليلة الماضية تمت إعادة تشغيل مخبز المدينة ويوضح يوسف البكري مشرف المخبز أنه بعد تحرير المدينة من الإرهاب عملت مديرية المخابز على إعادة تأهيل وترميم المخبز الذي تعرض لأضرار كبيرة ووضعه بالخدمة لتأمين كمية ستة أطنان من الخبز يومياً لأهالي حريتان والبلدات التابعة لها ويتم العمل حاليا على توسيع المخبز وتحديث خط الإنتاج.

وفي مدرسة الشهيد هشام رضوان للتعليم الأساسي يلعب الأطفال في باحة المدرسة فرحين بالعودة إليها فيما كان المعلمون منهمكين بإعطاء المنهاج المكثف في الصفوف لتعويض ما فات التلاميذ خلال انقطاعهم عن المدرسة.

وبين مدير المدرسة ياسر العبدو أنه بالتزامن مع عودة الأهالي للمدينة تم العمل على ترميم المدرسة وتأمين مقاعد الدراسة والكوادر التعليمية والبدء بتدريس التلاميذ داعياً الأهالي للعودة إلى منازلهم وإرسال أطفالهم للمدارس لإتمام تعليمهم وهذا ما أكدت عليه المعلمة هويدا معروف منوهة بإقبال الطلاب على العودة الى المدارس وتجاوبهم مع المناهج الجديدة.

وتحدث أحمد ديبو رستم رئيس مجلس مدينة حريتان عن عمل الفريق الخدمي الذي بدا فور تحرير المدينة من الإرهاب بإزالة السواتر وترحيل الأنقاض وفتح الشوارع وتزفيتها وتأمين الخدمات الضرورية من خلال افتتاح المدارس وتشغيل المخبز وتامين وسائل النقل بالتشارك مع المجتمع المحلي لافتاً إلى عودة أكثر من 500 أسرة إلى المدينة إضافة إلى عودة الأسر لبلدات كفر حمرا وياقد العدس وبابيص ومعارة الارتيق التابعة لمدينة حريتان مؤكداً أنه يتم إعمار المدينة بسواعد أبنائها حيث تم لحظ عدد من المشاريع الخدمية للتنفيذ خلال العام الحالي ومنها تعبيد وتزفيت الطرقات والصرف الصحي وترميم المدارس.

وفي أحد منازل المدينة انطلقت ورشات العمل للقيام بأعمال الترميم وإجراء الإصلاحات اللازمة للأجزاء المخربة جراء الإرهاب حيث لفت أبو عمر إلى قيام العمال باستبدال شبكات الكهرباء والمياه وصيانتها وبناء الجدران المهدمة استعدادا لعودة صاحب المنزل والسكن فيه من جديد.

سانا