عائشة الصينية تغني بالعربية لفتيات سوريا

استغربت الشابة الصينية الذاهبة إلى المغرب قبل أربع سنوات وجود فرق مع إحدى بنات جيلها، ممن كنّ يبعن مناديل ورقية في أحد شوارع الرباط. ظنّت أنّ الأمر عبارة عن فرق طبقي، كالفرق بين أية فتاة متعلّمة وأخرى لم تتمكن من إتمام دراستها، وماهي إلا لحظات حتى اكتشفت “إنّها الحرب”.

 كانت تعمل مرشدة سياحية في المغرب آنذاك وتدرس اللغة العربية، لتتفاجأ بأن تلك الفتاة الواقفة في الشارع والتي تركض وراء  السيارات المتوقفة تحت المطر هي فتاة سورية هربت من الحرب.

كتبت عندها كلمات أغنية تتحدث فيها عن سوريا واحتفظت بها على أمل أن تنتهي الحرب يوما، فتكون اغنيتها بلسما لجراح ماضٍ عبر وليست نكأً لجراح تتعمق أكثر فاكثر عاما بعد آخر لتبلغ عمرها العاشر.  

تلقّب بـ “عائشة الصينية” .هي مغنية صينية تعشق اللغة العربية، كانت ترغب أن تدرس تلك اللغة في سوريا، إلا أن اندلاع الحرب عام 2011 حال دون تحقيق أمنيتها، فاختارت المغرب وأستقرت في الرباط، حيث بدأت دراسة اللغة العربية.

قالت”عائشة” لموقع خمس نجوم : “كتبتُ كلمات الأغنية باللغة الصينية، وساعدني بعض الاصدقاء العرب على ترجمتها إلى العربية”

تقول كلمات الأغنية:

“بنت سورية بنت سورية، لماذا تتجولين بمفردك تحت المطر في المغرب، أين مسراك، وأين قبلتك، لمحت وجهك الجميل تحت الحجاب، قطرات المطر تكحّل رموشك، هل سلبت منك الحرب حبيبك، بعد الوداع الأخير؟ لماذا تتجولين وحيدة؟  هل تتذكرين أنغام المقامات الجميلة؟ هل سقطت قطرات دموعك مثل المطر في الليل الطويل؟ هل طمست جمال بلدك تحت ضوء القمر؟ لعلك مثل الوردة تصمد في وجه العواصف، وتزهر عشقا مهما طال لهيب الحرب والليالي السود، وفي كل لحظة بعد الجريمة والظلام ، ستفتح أجنحتها من قلب الجروح والقروح”

هذه الكلمات النابعة من قلب محب ومن قلب الوجع، تستند الى مقامات قديمة  للموشح العربي الرائع  “لما بدا يتثنّى” . تجمع عائشة بالغناء بين اللغتين الصينية والعربية، وتنهي الفيديو كليب معلنة أنّ تلك الكلمات مهداة إلى سوريا في ذكرى الحرب.

وحول سبب اختيار الموشح في هذه الأغنية تقول “عائشة” : “أعرف أن الأغنية هي أندلسية ولا تتعلق بسوريا، ولكن كلماتها تناسب هذه الأغنية أيضا، لأنها أغنية بين العاشقين، وأنا أريد أن أرسم المشهد، بأنّ هناك بنت سورية تغنيها لحبيبها، وفي الفيديو، حاولت القول، إن القصّة بدأت بالحب، لكن جاء الرصاص وأوقف هذا الحب، كناية عن بدء الحرب، التي جاءت ومنعت الحب عن كثير من الفتيات السوريات”

تعرب “عائشة” عن رغبتها بزيارة سورية، خاصة وأنها سمعت طويلا عن الوردة الدمشقية، وقد درّسها اللغة العربية عدد من الأساتذة الجامعيون السوريون، وختمت قائلة “أريد أن أوجه كلمة للفتيات السوريات، بأنه لا بد من أن تتفتّح أجنحة الأمل من قلب الجروح في كل لحظة بعد الجريمة، لا أستطيع أن أتصوّر الحزن والقسوة ولكن أتفهمكن ودائما أقف معكن لأنّ ما يربطني بكن هو الإنسانية قبل أي شيء آخر”

المصدر: موقع النجوم للكاتبة لجين سليمان من الصين