مرافعة الدفاع عن ترامب في مجلس الشيوخ تلهب سخرية المشرعين والمتابعين

“ضعيفة وغير متماسكة” كانت أكثر الصفات لباقة حول ما قيل عن مرافعة فريق الدفاع عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في محاكمته أمام مجلس الشيوخ بتهمة التحريض على اقتحام الكابيتول في السادس من كانون الثاني الماضي وما قادت إليه من أعمال عنف دموية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص.

المرافعة التي قدمها بروس كاستور محامي ترامب لم تنجح فقط بإثارة الصدمة والاستغراب لدى النواب من كلا الجانبين الجمهوري والديمقراطي بل سخريتهم أيضاً حيث افتتحها كاستور وفقاً لما تداولته وسائل الإعلام الأمريكية بخطأ فادح في تقديم نفسه على أنه محامي الادعاء وليس الدفاع ليحاول بعدها تبرير غلطه بالحديث عن إدراكه للفرق بين المنصبين.

كاستور أمضى معظم مرافعته بتوجيه عبارات المديح والاطناب لأعضاء مجلس الشيوخ مستعيناً باستعارات مبهمة بالكثير من الاستطرادات والإطنابات والاستعارات المبهمة مثل (بوابات السدود ستفتح) و(رقاص الساعة السياسية) التي جعلت النواب في حالة من الاستغراب ولا سيما أن كاستور وبعد إدراكه أن ما يتفوه به ليس بعيداً عن كونه ثرثرة غير مفهومة حول الحديث إلى زميله في فريق الدفاع عن ترامب لكن الأداء لم يكن أفضل.

ورغم الخلافات القائمة بين الجمهوريين والديمقراطيين إلا أن الطرفين أجمعا على أمر واحد وهو أن أداء كاستور كان “كارثيا” ودفع بترامب إلى حالة من الغضب الشديد حيث أوضح مصدر مقرب من الرئيس الأمريكي السابق أن الأخير كان يتابع الإجراءات عبر التلفزيون من منتجعه مارالاغو وكان “يصرخ من خلف الشاشة”.

وعدا عن الانتقادات التي وجهت إلى مرافعة الدفاع وألهبت موجة من السخرية على وسائل التواصل الاجتماعي سلطت تقارير إعلامية الضوء على ردة فعل الجمهوريين أثناء عرض جانب الادعاء (فيديو) لم ينشر من قبل عن أحداث اقتحام الكابيتول من مؤيدي ترامب.

الفيديو أظهر اعتداءات المقتحمين على الحرس ورجال الشرطة لكن الجمهوريين لم يشاهدوا ما عرض من صور وحاول كل واحد منهم النظر بعيداً سواء إلى جواله المحمول أو إلى الأوراق التي كانت أمامه في إصرار واضح منهم على رفض المحاكمة ومحاولة تجاهل ما حدث في الكابيتول ودور ترامب فيه.

نتيجة محاكمة ترامب تبدو وفق خبراء محسومة سلفاً لصالح تبرئة الأخير إذ إن إدانته تتطلب أغلبية الثلثين وهو أمر يبدو حصوله شبه مستحيل في ظل الانقسام الواضح بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس ورغم احتمال تصويت عدد من الجمهوريين لإدانة ترامب إلا أنه من الصعب بلوغ العدد المطلوب وهو (67 نائباً) وبالتالي فإن لدى ترامب كل الفرص لتبرئته مجدداً.

سانا