ما هي أبرز تداعيات تطبيق أفكار الليبرالية الجديدة كما جاءت في كتاب (الوهم الأعظم.. الأحلام الليبرالية والواقع الدولي)؟

منذ انتهاء الحرب الباردة انتهجت السياسة الخارجية الأمريكية المنظور الليبرالي الجديد في توجهاتها دون النظر إلى توازنات القوى الدولية ما أدى إلى جلب مزيد من الحروب للعالم بدلاً من أن تساهم كما تزعم واشنطن في تحقيق السلام والأمن الدوليين والرفاه الاقتصادي وفق ما أكده المنظر والفيلسوف السياسي الأمريكي جون ميرشايمر.

وفي هذا الإطار سعى ميرشايمر أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو الأمريكية في كتابه المعنون (الوهم الأعظم.. الأحلام الليبرالية والواقع الدولي) إلى توضيح مساوئ الأفكار الليبرالية الجديدة التي تبنتها الولايات المتحدة خصوصاً على الصعيد الاجتماعي وعلى صعيد السياسة الدولية.

ولفت إلى أبرز مساوئ التركيز المفرط على “الفردانية” حيث أن الليبرالية تتجاهل أن البشر في جوهرهم كائنات اجتماعية وأنهم يولدون وينشؤون ويتفاعلون في سياق جماعي وليس بمعزل عنها كما أنها تدمر الروابط الاجتماعية بين الأفراد وبالتالي تفكك وتمزق المجتمعات وهذا ما سعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية في سياساتها الخارجية تجاه الدول.

وأكد الكاتب ميرشايمر في كتابه أن الليبرالية لا تصلح كقاعدة سليمة للسياسة الخارجية على الإطلاق مشدداً على أن تبني الليبرالية كسياسة خارجية يؤدي إلى مشاكل كبرى مثل التدخلات بشؤون الدول الأخرى ومحاولة تغيير أنظمة سياسية حتى باستخدام القوة وقال “لذا فالسياسة الخارجية الليبرالية تؤدي إلى مزيد من الحروب وعدم الاستقرار على المستوى الدولي”.

وبين الكاتب أن اعتناق الليبرالية الحديثة على المستوى الخارجي لا يضر بالفكر الليبرالي داخل حدود الدولة المصدرة لليبرالية فحسب بل أن ذلك يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والدمار بل وارتفاع نسبة العداء والتنافس بين الدول الكبرى.

ويوضح كيف أن السياسة الخارجية الأمريكية فشلت في معظم الملفات الخارجية في “أوكرانيا و جورجيا والشرق الأوسط” حيث زادت التدخلات الأمريكية من الفوضى في هذه الدول والمناطق وخاصة مصر وليبيا وسورية بدلاً من تحقيق السلام والازدهار الاقتصادي كما تزعم واشنطن والقوى الغربية في سياق فرض تعاليم الليبرالية الجديدة.

وبين ميرشايمر كيف أن “الليبرالية الجديدة” لن تحقق أهدافها كما تدعي بنشر الديمقراطية والاستقرار والسلام في العالم بل توجهاتها ستؤدي إلى مزيد من الحروب والصراعات التي لا تنتهي كما أن الحروب والإرهاب على المستوى الدولي ازداد انتشاراً.

يشار الى أن كتاب (الوهم الأعظم.. الأحلام الليبرالية والواقع الدولي) للمؤلف جون ميرشايمر الذي نشرت طبعته الأولى عام 2018  يقع في 328 صفحة.

وكان ميرشايمر أكد في محاضرة له عام 2015 أن الولايات المتحدة لعبت دوراً كبيراً في إدامة الحرب الإرهابية على سورية وأن واشنطن دمرت العراق وفككته وأن غزوه ساعد على خلق تنظيم “داعش” الإرهابي بالمنطقة.

سانا