أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن التنظيمات الإرهابية وميليشيا “قسد” المدعومة من الاحتلال الأمريكي تواصل ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق أطفال سورية بما فيها القتل والتشويه واختطاف الأطفال وتجنيدهم ونقلهم لمناطق النزاع في دول المنطقة وحرق وتدمير المدارس والمشافي وعسكرتها وعرقلة العملية التدريسية ومنعها.
وقال الجعفري خلال جلسة غير رسمية لمجلس الأمن اليوم عبر الفيديو عقدت بمبادرة من روسيا وكازاخستان حول (الأطفال في النزاعات المسلحة) إنه على الرغم من الضغوط الكبيرة فإن الدولة السورية تبذل جهوداً جبارة لحماية ورعاية فئة الأطفال ممن وجدوا في المناطق التي تم تحريرها من الإرهاب أو ممن وصلوا إلى عهدة مؤسسات الدولة وهي تستغرب طريقة تناول أوضاع الأطفال فيها خارج سياقها الحقيقي وتجاهل الأسباب الجذرية للانتهاكات الخطيرة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال وفي مقدمتها الإرهاب والعدوان والاحتلال الأجنبي والإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لافتاً إلى أن ما يزيد الأمر سوءاً أن تلك الدول ترفض استعادة رعاياها من نساء وأطفال إرهابيي تنظيم “داعش” لا بل ذهبت إلى أبعد من ذلك من خلال العمل على سحب الجنسية وجوازات السفر من هؤلاء في حال تجرؤوا على التفكير بالعودة إلى بلادهم الأصلية.
وأشار الجعفري إلى أن الإرهاب يعد من أخطر الآفات التي تصيب الدول والمجتمعات وعندما ينتشر فإن المتضرر الأول منه هم الأطفال وتتجلى الصورة الأكثر تعقيداً لهذا الضرر في ظاهرة تجنيد الإرهابيين والكيانات غير الشرعية للأطفال وإشراكهم في أعمال إرهابية وجرائم متصلة بها مبيناً أن مسرح مدينة تدمر الأثرية كان شاهداً على ذلك حيث قام عدد من الأطفال المجندين في تنظيم “داعش” الإرهابي بإعدام 25 جندياً سورياً أمام عدسات هذا التنظيم الإرهابي الذي نشرها على الإنترنت خدمة لأجنداته الإجرامية ولم تقم أي من شركات وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت بحذف أو حظر الحسابات التي تعرض هذا المحتوى المرعب على الإنترنت الأمر الذي يثير الاستغراب حول فهمهم لحرية التعبير.
وجدد الجعفري إدانة سورية ورفضها المطلق لقيام الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح في حزيران 2019 بتوقيع ما يسمى (خطة العمل) مع ميليشيا “قسد” الانفصالية المسلحة المدعومة من الاحتلال الأمريكي في شمال شرق سورية مبيناً أن توقيعها على (الخطة) واستمرارها في الترويج لها يؤكد موقفها المنحاز فيما يتصل بالوضع في سورية ويقوض أي فرصة للتعاون مع ولايتها ومشدداً على أن هذه الخطوة التي تحاول عبرها إضفاء “نوع من الشرعية” على تلك الميليشيات الانفصالية المسلحة تمثل انتهاكاً سافراً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تؤكد على الالتزام القوي بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها.
ولفت الجعفري إلى وفاة عدد من الأطفال في مخيم الهول بالحسكة مؤخراً لدى محاولة تهريبهم داخل صهريج للمياه تمهيداً لتهريبهم إلى الخارج مؤكداً أن السبيل الوحيد والقانوني لاستعادة الدول رعاياها من أطفال أفراد التنظيمات الإرهابية بمن فيهم الموجودون في مخيم الهول وغيره من المخيمات ومراكز الاحتجاز التي تسيطر عليها ميليشيات “قسد” الانفصالية العميلة للاحتلال الأمريكي هو من خلال التعاون والتنسيق مع الحكومة السورية وعبر القنوات الرسمية.
وبين الجعفري أن سورية وجهت قبل يومين رسالتين رسميتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول قيام عدد من وفود الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وكندا وبلجيكا وفرنسا والسويد والنمسا بالتسلل بشكل غير شرعي عبر حدود سورية مع دول الجوار إلى مناطق شمال شرقها دون تنسيق مسبق مع حكومتها أو الحصول على موافقتها أو سمات الدخول اللازمة أصولاً مؤكداً أن هذا السلوك يبرز عدم احترام هذه الدول للقانون الدولي والميثاق ومبادئ العلاقات الودية بين الدول ويؤدي للإضرار بالأطفال المحتجزين لدى تلك الكيانات وفصلهم عن ذويهم كما كان الحال بالنسبة لبلجيكا التي كانت حكومتها تنكر وجود إرهابيين بلجيكيين في سورية ثم أعلنت صراحة عن رغبتها باستعادة أطفال إرهابيي “داعش” البلجيكيين دون أمهاتهم ما يظهر نفاقها وكذبها.
سانا