اقتحم بعض أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مقر البرلمان مطلع العام الجديد في محاولة لتغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية، ما أثار عاصفة سياسية اجتاحت الولايات المتحدة كلها.
جاءت تلك المشاهد السياسية الهزلية نتيجة لانفجار قوي للتناقضات العميقة في المجتمع الأمريكي، اختلطت به تدعيات النزاعات الشخصية والحزبية المدمرة، حيث بلغت حدة الاستقطاب السياسي في واشنطن اليوم درجة غير مسبوقة.
في حقيقة الأمر، فإن الاستقطاب السياسي صفة بارزة للبيئة السياسية الأمريكية، حيث يضع الحزبان الجمهوري والديمقراطي مصالحهما الحزبية فوق مصلحة الشعب، وتزداد شراسة الصراع بينهما يوما بعد يوم، بغض النظر عن وتيرة تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في البلاد.
من ناحية أخرى، تمر التركيبة الاجتماعية للولايات المتحدة بتغيرات كبيرة، ويتم توزيع الفوائد بين الطبقات الاجتماعية المختلفة بشكل غير متساو. بناءً على وضعهم الخاص، هناك مجموعات مختلفة غير راضية عن السياسات الوطنية الأمريكية. ومن أجل توطيد “الأساس الشعبي”، لدى الحزبين في الولايات المتحدة منطلقات سياسية مختلفة تمامًا حول قضايا مثل الرفاهية الاجتماعية والإنصاف والمهاجرين، ويتخذان موقفين متعارضين لا يمكن التوفيق بينهما على مستوى الحوكمة الوطنية، ما يضر في النهاية بمصالح الشعب الأمريكي.
يمكن الملاحظة أن الاستقطاب السياسي المتزايد في الولايات المتحدة ليس فقط مظهرًا من مظاهر البلاء في النظام السياسي، ولكنه أيضًا نتاج لتصعيد الصراعات والأزمات الاجتماعية. ولن تنتهي هذه الظاهرة أبدًا بتغيير زعماء البيت الأبيض، بل بالعكس، هناك جولة جديدة من النضال تختمر.
إذاعة الصين الدولية