وسط مدينة دمشق، المدينة التي ولدت مع التاريخ ولديها خبرٌ من كل عصر من عصوره تقع قلعة دمشق.. تجاور الأسواق والحارات القديمة ويصلها السور والبوابات، بخلاف كل القلاع بُنيت قلعة دمشق على سطح الأرض تماماً وليس على تلة أو فوق جبل وهذا مايميزها لذلك أُطلق عليها المَرجلة وصفاً
وهو تعبير يطلق على الفارس إذا نزل عن فرسه ووقف على رجليه. بجدرانها الحجرية وتاريخها الأثري تعتبرمن أهم المعالم الأثرية في سوريا تبلغ مساحتها ٣٣ألف م٢كان يحيط بالقلعة خندق عميق وفق مخططها يُملأ بالماء أثناء الحصار من فرع نهر بردى المجاور لها، فيها اثني عشر برجا ثلاثة على كلٍ من الجدران الشمالية والجنوبية واثنين في الشرقية وقد كان هناك برجان على الجدار الغربي لكنها انهارت بسبب الزلزال الذي ضرب دمشق عام ١٧٥٩
قلعة دمشق أو القلعة السلجوقية كما أكدت كتب التاريخ بعد جدال هي أول حصن عرفته مدينة دمشق فالسلاجقة هم أول من قامو ببنائها حيث باشر الملك أتسز أوق الخوارزمي في عملية البناء في عام ١٠٧٦م ثم أكمل البناء الملك تتش الذي انتزع منه المُلك بعد عامين من مباشرته البناء وقد استمرت القلعة بشكل مخططها الأول حتى عام ١٢٠٢م حيث قام الملك العادل بهدمها وبناء قلعة جديدة مكانها وقد استمرت عملية البناء ١٥ عاماً وشارك فيها الأمراء الأيوبيين
لعبت قلعة دمشق التي ماتزال شامخة أدواراً سياسية وعسكرية متفاوتة في العهود التي عاصرتها فكانت مقرا للسلطانين نور الدين وصلاح الدين في الحقبة السلجوقية وظلت مقرا للملك العادل بعض الوقت وهو ماجعلها تستقطب كل نشاط اجتماعي وسياسي وعسكري في حقبة شهدت أشد المعارك الصليبية وكانت صاحبة البناء الحصين التي ساعدت صلاح الدين الأيوبي في حماية دمشق من تهديد الصليبيبن.
استمرت القلعة الأيوبية بالقيام بالدور السياسي الذي أدته القلعة السلجوقية فغدت مقر سلاطين بني أيوب وملوكهم تجري فيها استعراضات الجيوش، وخلال العهد المملوكي وجهت عناية كبيرة للقلعة وتم ترميم وإصلاح مالحق بها من أضرار نتيجة غزو التتار واستمرت أعمال البناء والترميم وإشادة المباني فيها طيلة هذا العهد، وقد كان استخدامها العسكري الأخير في عام ١٩٢٥ عندما قصفتها القوات الفرنسية رداً على الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي
أُدرجت قلعة دمشق في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي عام ١٩٧٩م وهي إلى يومنا هذا ماتزال شامخة حامية المدينة والشاهدة على تاريخها.
اعداد: مجد حيدر