أظهر “تقرير المخاطر العالمية لعام 2021” الصادر مؤخرًا عن منتدى الاقتصاد العالمي أن وباء كوفيد-19 لم يود بحياة الملايين فحسب، بل أدى أيضًا إلى تفاقم الفجوة العالمية بين الاستقطاب الاجتماعي والأغنياء والفقراء. وفي ظل ذلك، تساءل المجتمع الدولي: أي نوع من العولمة يحتاج إليها العالم في الوقت الحالي والمستقبل؟
من الواضح أن العولمة الأكثر انفتاحًا وتسامحا هي ما يحتاج إليه العالم اليوم. وكدولة رئيسية تدعم بقوة وثبات العولمة الاقتصادية، تبذل الصين جهودا دؤوبة نحو هذا الاتجاه، وخاصة على خلفية تفاقم الأوضاع الوبائية في العالم. وحتى الآن، قد قدمت البلاد مساعدات لأكثر من 150 دولة و13 منظمة دولية، وأرسلت 36 فريقًا من الخبراء الطبيين إلى البلدان المحتاجة لدعم التعاون الدولي في مجال تطوير اللقاحات ضد كوفيد-19 والمشاركة فيه بنشاط. وفي خطابه في فعاليات أجندة دافوس لمنتدى الاقتصاد العالمي، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ مرة أخرى أنه من الضروري “تعزيز التعاون في البحث عن اللقاحات وتطويرها وإنتاجها وتوزيعها حتى تصبح حقًا منتجات عامة يمكن للناس في جميع البلدان استخدامها وتحمل تكاليفها..”
وفي ظل التنمية غير المتكافئة على المستوى الدولي، تتمسك الحكومة الصينية بحزم بسياسة الانفتاح للحفاظ على سلاسة واستقرار سلسلتي الصناعة والتوريد العالميتين. وطرحت مبادرة “الحزام والطريق” التي تسهم حاليا في تعزيز التنمية المشتركة لجميع البلدان. وفي عام 2020، أصبحت الصين الاقتصاد الرئيسي الوحيد في العالم الذي يحقق نموًا إيجابيًا، الأمر الذي يتحلى بأهمية كبيرة للعالم. إذ قال جابو مسؤول وزارة التجارة والصناعة بجنوب إفريقيا ، إن النمو الاقتصادي الصيني سيكون له تأثير إيجابي على الانتعاش الاقتصادي في العالم ، وخاصة الدول النامية.
وفي المستقبل، لا تشدد الصين على ضرورة مواصلة تعزيز الانفتاح لسيولة السلع والعوامل الاساسية فحسب، بل تشدد أيضا على رفع مستوى الانفتاح النظامي للقواعد والأنظمة والإدارة والمعايير “. ذلك سيساعد على إظهار مزايا السوق الضخمة للصين والقدرة الكامنة للطلب المحلى ، وتوفير المزيد من فرص التعاون بين الدول ، وإضفاء المزيد من القوة الدافعة للانتعاش الاقتصادى العالمى .
طبعا، لا يمكن تشكيل عولمة أكثر انفتاحا وشمولا على جهود بعض البلدان فقط، بل يتطلب توافقا عالميا في الآراء ، ولا يمارس التمييز واقامة الحواجز للتجارة والاستثمار والتكنولوجيا. وبصفة خاصة “تقديم الدعم اللازم للبلدان النامية، لحماية حقوقها ومصالحها الإنمائية المشروعة، وتعزيز المساواة في الحقوق والفرص والقواعد”.
فالعولمة هذه هي التي يمكن أن يستفيد منها الناس لتقاسم ثمار التنمية. ومثلما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن جميع المشاكل العالمية التي تواجه البشرية ، لا يمكن حلها من قبل أي بلد بمفرده، فمن الضرورة تطبيق أعمال تعاونية دولية لمواجهتها.
إذاعة الصين الدولية