عودة داعش للجزيرة السورية .. صدفة أم ميعاد أميركي. ؟


                
   يونس خلف 
أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوريين

السؤال الأكثر تداولاً حول ماحدث ويحدث في سجن الصناعة بالحسكة  العائد لما يسمى بقوات قسد التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية وفيه الآلاف من الإرهابيين من تنظيم داعش :
كيف لعاقل أن يصدق أن وقائع كثيرة تحدث بالجملة وتتزامن مع بعضها دون تخطيط وتهيئة من الداخل والخارج سواء العصيان والهجوم و فتح ثغرة في سور السجن ودخول  عناصر من داعش  إلى داخل السجن ، ثم السيطرة على مبنى الإدارة وفرار السجناء ووصولهم إلى الأحياء المحيطة بالسجن .
هل عجزت فعلاً قدرات المحتل الامريكي الذي استخدم  طائرات حربية ومروحية ومسيّرة عن إخماد مثل هذا الحريق عبر ملاحقة واستهداف العناصر الفارين ؟  وكيف استطاعت مجموعات صغيرة من الفارين توسيع رقعة الاشتباكات والدخول إلى كلية الاقتصاد والمخبز  والمعهد التقني ليتم تدمير هذه المنشآت بذريعة ملاحقة الفارين ؟
ثم كيف تمكن عناصر من داعش  بتنفيذ عمليات قتل وذبح لعدد من المدنيين والدخول إلى منازلهم والكل يعلم أن قسد تراقب حتى الهواء الذي يتنفسه المواطن في مناطق سيطرتهم ؟
كل هذه الوقائع التي اجتمعت وتزامنت مع بعضها لا يمكن ترحيل أسبابها ودوافعها للصدفة فقط ، ولا يمكن أن تقتصر على التبرير  بضعف إمكانيات قسد المدعومة من المحتل الامريكي ، ولايمكن  لمجنون يتحدث وعاقل يسمع أو حتى عاقل يتحدث ومجنون يسمع إلا أن يتأمل ويفكر بأن تنظيم داعش موجود تحت الطلب بذريعة محاربة الإرهاب .
وبعيداً عن وقائع الأحداث التي وقعت في السجن  وما نتج عنها من تداعيات بدءاً من اقتحام السجن وفرار المعتقلين من تنظيم داعش واتخاذ ما حدث ذريعة للتدمير الذي حصل ولا سيما المؤسسات التعليمية لفرع الجامعة بالحسكة وصولاً إلى قتل وتهجير المدنيين ، فإن السؤال الآخر والذي لا بد منه هو : هل ثمة حاجة للتأكيد أن ما حدث هو بتخطيط مسبق لعمليات الهجوم والفرار والقتل والتدمير .؟ و ما هي الأهداف الحقيقية  المرسومة لهذا التخطيط ؟
لا يحتاج الأمر ولا يحتمل اي سيناريو افتراضي عندما نتأمل  ونفكر بالوقائع التي حصلت على حقيقتها وليس من خلال  تأويلها أو حرفها عن مسارها المرسوم .
فقد بدأت الأحداث بسماع دوي انفجار من محيط سجن الصناعة بحي غويران والذي تحتجز فيه ما يسمى   (قسد)  المعتقلين من تنظيم داعش الإرهابي تلاه إطلاق رصاص ليتبين أن صوت الانفجار عبارة عن سيارة مفخخة استهدفت  السجن  وتمكن   عدد من معتقلي تنظيم داعش الارهابي من الفرار من السجن  ما أدى إلى حركة نزوح للأهالي من حي غويران بمساعدة الجيش العربي السوري الذي كان يؤمن عبورهم إلى مناطق سيطرته.
نتوقف هنا للتأمل والسؤال عن هذه الخاصرة الضعيفة المزعومة وفقاً لما حدث والتي تتعلق بقدرات القائمين على حراسة وحماية السجن وهم من قوات قسد : لماذا تكون هذه القدرات هنا ضعيفة بينما تستقوي على المواطنين وظروف حياتهم وسفرهم وتنقلاتهم وتعليمهم ؟ وكيف لسيارة مفخخة أن تقترب من السجن الذي يعتبر بحد ذاته قنبلة موقوتة في حين يتعرض المواطن عند مروره من حاجز عادي لقسد لحملة وجملة من الإجراءات ؟
هل هي صدفة أن يتم تنفيذ عصيان داخل السجن يتبعه هجوم بسيارة مفخخة ؟