بحث تاريخي من العصر الجاهلي للعباسي حول شعراء أودت بهم قصائدهم لباقر ياسين

حمل الكتاب الذي ألفه الباحث باقر ياسين تحت عنوان “قصائد قتلت أصحابها” طابع البحث التاريخي لما طال عدداً من الشعراء في عصور العرب الماضية جراء قصائد نظموها فتعرضوا جراء ذلك للتنكيل وللتعذيب أو حتى للقتل.

واستعرض الفترة من العصر الجاهلي ولغاية نهاية العصر العباسي وسقوط بغداد بيد المغول حيث كان الشعراء محط أنظار الحكام والشعب على حد سواء لافتاً إلى أن عناية الحكام والخلفاء والقادة كانت منصبة في تلك الأزمان إلى الشعر والبلاغة وعلم الكلام خلافا للعصور التي تلت ذلك وسادت فيها الفوضى والدسائس وتمزقت وحدة الدولة العربية أمام النزاعات الإقليمية.

وفي البحث أيضاً أشار المؤلف إلى تدخل الأجنبي الغريب في مظاهر الحياة الثقافية والعامة بوضوح ليعلن بدء مرحلة طويلة من التقهقر والانهيار الحضاري والثقافي في حياة العرب التي بقيت متواصلة حتى بدايات القرن العشرين.

ويتناول ياسين في الكتاب جميع الشعراء الذين لقوا مصرعهم بسبب قصائدهم ومواقفهم الأدبية التي كانت غالباً تتلازم منطقياً مع مفاهيم الحرية والتسامح وحرية الفكر والرأي والموقف.

ورأى الباحث أن إقدام حكام في تلك العصور على قتل الشاعر بسبب قصيدة كتبها هو عقاب شاذ وغريب وخارج عن المنطق والمألوف مبيناً أن بعض الأحداث التي جرت مع الشعراء بكل ما فيها من عنف وقسوة ومفارقات ودوافع سببت قتلهم والتنكيل بهم غالباً.

ولعل أهم ما وصل إلينا من هؤلاء الشعراء عبر التاريخ طرفة بن العبد وبشار بن برد ووضاح اليمن والمتنبي وابن الرومي وكميت الأسدي ودوقلة المنبجي وغيرهم.

الكتاب الصادر عن دار العراب في دمشق ولمؤلفه عدد من الكتب في حياة الأدباء ومنها المتنبي ومظفر النواب.

سانا