نشعر في كثير من الأحيان بالضِّيق والحرج عندما يوجه الآخرون انتقاداتٍ لأعمالنا وسلوكنا وتصرفاتنا بل قد يبلغ منّا هذا الشعور حدَّ الغضب وننظُر إلى المنتقدين بعين الحقد ونتصرف إزاءهم بردود الفعل أكثر مما نتصرف بهَدي العقلِ والمنطق ونشعر وكأن لا عمل لأولئكَ النَّفَر من الناس إلا البحثُ عن عيوبِنا وتَقصِّي نقائِصَناولكن أمَا كان الأجدرُ بنا أن نُصغي فعلاً إلى تلك الانتقادات وأن ننتبه إلى الصَّادق منها ونحاولَ التخلصَ منه؟؟ فربما يكون نصفُ مايوجهُ إلينا من انتقاداتٍ صحيحْ فيجب علينا أن نتعاملَ مع النقد هنا وكأنه هديةٌ ثمينة لأنه يشيرُ لنا إلى نقاط الضعف في شخصيتنا أما النصفُ الآخر والذي ربما يكون صادراً عن جهل أو حسد فيجب ألا يزعجَنا في شيء ويجب ألا نهتم به كثيراً لأنه كفقاعات الصابون سرعان ما يتلاشى… وفي النهاية يجب أن ندركَ أن النقد هو سبيلُ الرُّقي والدافعُ إلى تحسين الإنتاج ولايخشى الانتقاد إلا الفاشلون وعديمو الثقة بأنفسهم ومواهبِهم وإمكاناتهم أما الموهوبون الحقيقيون فيجدون في كلام النقاد الدروس ويكتشفون نقاط الضَّعف فيعملون على التخلص منها ولله دَرُّ ابن الخطاب حين قال : (رحم الله امرءاً أهدى إليَّ عيوبي)
مجد حيدر