الفنانة التشكيلية نداء الدروبي ابنة مدينة حمص وصاحبة تجربة فنية تمتد أربعين عاما اتسمت بحرفية متقنة قدمت عبرها مئات الأعمال التي غلب عليها الطابعان الإبداعي والواقعي.
وعن تجربتها وأبرز محطاتها أوضحت الدروبي في حديث لـ سانا أن شغفها بالفن ظهر منذ الطفولة حيث كانت تصنع من المواد التالفة أشياء صغيرة مجسمة أثارت دهشة أساتذتها في المدرسة الابتدائية لتتجه في المرحلة الإعدادية الى رسم معالم سورية الأثرية والناس البسطاء من عمال وفلاحين وتقيم أول معرض لها في ثقافي العدوي بدمشق ضم 130 لوحة فنية.
وأثمرت تجربة الدروبي عن الكثير من الأعمال التي قدمتها خلال معسكرات اتحاد شبيبة الثورة في دمشق لتنتسب بعدها إلى مركز أدهم اسماعيل للفنون الجميلة وتتتلمذ على أيدي أساتذة كان لهم باع في الفن التشكيلي المعاصر أمثال حيدر يازجي وعزيز إسماعيل والفرد حتمل وغيرهم وقدمت لوحات بقلم الرصاص وبالحفر على الزنك والليونوليوم كما استخدمت أكياس النايلون في تجسيد الصخور والأشياء النافرة ووظفت الأسلاك المعدنية الرفيعة وقماش الدانتيل والكولاج والألوان الزيتية في الكثير من أعمالها.
واعتبرت الدروبي أن الرسم بالسكين على القماش لإبراز التأثيرات البصرية الجميلة على سطح اللوحة يميز أعمالها عن غيرها من الفنانين.
وعن المدارس الفنية التي استهوتها لفتت الدروبي إلى أنها مالت في أعمالها إلى الواقعية الإبداعية مشيرة إلى أن الظروف الصعبة التي تعرضت لها مع عائلتها خلال سنوات الحرب ألقت بظلالها على مرسمها الذي فقدته دون أن يثنيها عن مواصلة العمل الفني فكانت لوحاتها انعكاسا لروحها الداخلية النابعة من وجدانها الذي انصهر روحيا مع كل لوحة تبدعها.
وتشغل مدينة دمشق مكانا اثيرا في موضوعات أعمالها بأزقتها وياسمينها ونهرها بردى غير أنها تبرز في لوحات أخرى الطبيعة الساحرة بأزهارها وبساطتها فيما تأخذ المرأة بزيها الجميل ومشاعرها الحزينة والمكتئبة أو السعيدة مكانها في العديد من لوحاتها التي شاركت بها في معارض أقيمت بمناسبة عيد المرأة كما شغل الوطن الجانب الأكبر لديها فوظفته في معارض شاركت فيها بالتعاون مع وزارة الدفاع التي قامت بتكريمها.
ورأت الدروبي أن الفنان يطور تجربته الفنية من خلال اطلاعه على تجارب الغير ومن خلال اشتراكه بالملتقيات العالمية وهذا ما يفتقده فنانونا في الظروف الراهنة معربة عن أملها بأن تتبلور تجربتها الفنية بإنتاج لوحة جدارية بانورامية كبيرة.
والفنانة الدروبي عضو اتحاد الكتاب العرب وشاركت في العديد من المعارض داخل وخارج سورية فضلا عن مشاركتها في معارض ثنائية مع شقيقتها الخطاطة نجاح الدروبي وكرمت من العديد المؤسسات التعليمية والثقافية.
سانا