لا شيء من فراغ.. ولكن بالتأكيد من الممكن استغلال أي فراغ، ما زالت العناوين العريضة لاجتماعات أستانا تُسدَلُ كستارٍ لتغطية تفاصيل مهمة لا تروق حكما للمعارضة التي تعرّت امام الجميع، خاصة بعد افتضاح المشروع الأردوغاني بإعادة أمجاد الدولة العثمانية، حيث اعلنت تركيا عدم التزامها بأي قرار صادر عن اي جهة كانت. تركيا التي بدأت بسحب جزء من قواتها من إدلب باتجاه الحدود مع اليونان وفق خطة الابقاء على عدد كبير حفاظا على ما تعتقد انها اكتسبته للأبد من أراضي سوريا، ومنابع نفط ومياه، داعمة تنظيمات مسلحة وهو ما دعا ممثل دولة النرويج في مجلس الأمن إلى دعوتها للخروج من سوريا واحترام المواثيق والاعراف الدولية خلال مشهد مثير في مجلس الأمن، اما عربيا فتركيا تُكَافأ من قِبَل الجامعة العربية وتُقبَلْ عضويتها (في الجامعة العربية) /عضوا مراقبا/. تركيا التي تدخلت في شؤون الدول العربية سوريا والعراق وليبيا وغيرها. وطن عربي متعب منهك منذ عشرات السنين لم يكن لينقصه إلا عودة المشروع العثماني! وبالتأكيد وفي كل القضايا المصيرية موقف الجامعة العربية ثابت دائماً: فمن المبكر مثلا الحديث عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، اما السودان فمنسي حتى إشعار آخر وكذلك ليبيا مشكلتها معضلة تحتاج أعواما أخرى.. ولا استبعد ان تعلن الجامعة العربية خلال الأيام القادمة قبول «إسرائيل» عضوا مراقبا، لتصبح الجامعة العربية، جامعة شرق أوسطية..! هذه الجامعة وبالعودة إلى الوراء كانت قد اُنشئت عام 1945 كبديل قوي لسد الفجوات في القرارات العربية وتوحيد الوطن العربي، تتحول اليوم وبشكل علني إلى هيئة تُصَدِرُ قرارات الكثير منها يخدم، برأيي، أعداء الأمة العربية المجزأة في دول كلها تعاني من الحروب او التبعية، وهو ما ساعد في تفاقم كل الأزمات الحالية.. في ليبيا واليمن وسوريا.. إلخ بدلاً من ان تكون جامعة حاضنة لكل المشاكل والهموم العربية تحولت إلى مركز لإصدار القرارات المخيبة لآمال الشعب العربي.. وهذا ما قصدته بالفراغ.. فراغ وحدة الأهداف ومصداقية التصريحات الصادرة عن الجامعة منذ عقود جلها فارغ.. انه واقع مؤلم دمر اقتصادنا وجعله تابعا تحت مسميات عديدة (امور استراتيجية.. ومبادئ سيادية ومواقف مبدئية وحروب إقليمية) تخفي وراءها مخططات تسير وفق مشيئة بني صهيون وبمباركة المتخاذلين وما أكثرهم. يقولون: عمرُ أراد كذا وزيدٌ أراد كذا، وفي النهاية قَدرَ الله وما شاء فعل. ولكن ألا يجدر بنا ان نعلن عن هدف ينسجم مع النوايا الخالصة ليكون الله معنا؟ حمى الله هذا الشعب المرهون لجامعة عربية جنت على نفسها بالتبعية. فخري هاشم السيد رجب فخري هاشم السيد رجب رسالة من دمشق.. الأمل والخوف موصول الميزان التركي ــ اليوناني.. أين نحن ذاهبون؟ التعليم.. بين وهم «الأونلاين» وخطة الحكومة إسرائيل بيروت.. الوجع كبير والاستغلال رخيص
فخري هاشم السيد رجب – كاتب كويتي – صاحب موقع أصدقاء سورية