هل ينبغي أن تقلق روسيا من اكتشافات تركيا للغاز في البحر الأسود؟

هل ينبغي أن تقلق روسيا من اكتشافات تركيا للغاز في البحر الأسود؟
هل ينبغي أن تقلق روسيا من اكتشافات تركيا للغاز في البحر الأسود؟

كتب الكسندر فرولوف، في “إزفيستيا”، حول آفاق استثمار مكامن الغاز المكتشفة في مياه تركيا، وما إذا كان ينبغي أن تُقلق روسيا.

وجاء في المقال: اكتشفت تركيا حقل غاز ضخماً في البحر الأسود، باحتياطيات تبلغ 320 مليار متر مكعب. وقد وعدت قيادة البلاد ببدء الإنتاج في العام 2023، رغم أنه من السابق لأوانه في الواقع، في هذه المرحلة، التحدث عن موعد تشغيل الحقل، وكذلك تقدير الاحتياطيات القابلة للاستخراج.

ليس من الواضح تماما ما إذا كان الحديث يدور عن الاحتياطيات القابلة للاستخراج، أي عن حجم الغاز الذي يمكن استخراجه ليس فقط من الناحية الفنية، إنما والمجدي من الناحية الاقتصادية. فحجم الغاز الإجمالي في الحقل، شيء؛ والكمية التي يمكن استخراجها، بصرف النظر عن التكاليف، شيء آخر؛ و مقدار الغاز الذي يمكن استخراجه دون احتراقه، شيء ثالث.

في هذه المرحلة، يمكن أن يكون الطريق لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي طويلا قدر ما تشاء. والنية التي عبرت عنها القيادة التركية لاستخدام غاز البحر الأسود في خدمة شعبها في العام 2023 تبدو غير واقعية بقدر ما هي غامضة.

تفيد المعلومات المتاحة بأن الاختصاصيين الأتراك يقومون بالتنقيب في المنطقة التي يصل فيها عمق البحر الأسود إلى 2 كم. ولكن، لا ينبغي نسيان طبقة كبريتيد الهيدروجين. فقد يؤدي هذا الظرف إلى جعل الحقول المكتشفة ذهبية. كما يمكن أن يؤدي حجم الإنتاج الكبير إلى زيادة ربحية المشروع المحتمل، لكن يستبعد تحقق ذلك على خلفية الاحتياطيات المعلنة. إنما، ربما، يتم اكتشاف حقول جديدة. من يدري!

هناك شيء واحد مؤكد تماما: الخبراء، يستعجلون كثيرا في دفن آفاق الإمدادات الروسية إلى تركيا على خلفية اكتشاف حقل سكاريا. فحتى الآن، لا شيء يهدد الغاز الروسي في السوق التركية. وإذا ما بدأ الإنتاج بالفعل في حقل البحر الأسود، فسيتعين على مورد غاز آخر للسوق التركية، وهو إيران، أن يقلق مما يلوح في الأفق.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب