المضاربات السياسية تضر بحياة الأمريكيين

المضاربات السياسية تضر بحياة الأمريكيين
المضاربات السياسية تضر بحياة الأمريكيين

وصف القادة الأمريكيون وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) ب”الطاعون الصيني” و”الفيروس الصيني” وغيرهما من المصطلحات العنصرية عدة مرات مؤخرا، مما أثار ردود فعل شديدة داخل الولايات المتحدة وخارجها.

في الواقع، منذ اندلاع وباء كوفيد-19، لم يكن لدى بعض السياسيين الأمريكيين فكرة علمية لمكافحة الوباء، بل انتهزوا الفرصة للانخراط في المضاربات السياسية: من أجل التنصل من مسؤولياتهم عن ضعف مكافحة الوباء، قاموا بربط الفيروس بالصين بشكل خبيث، وحرضوا علنيا على الكراهية العنصرية، ومن أجل تحسين صورتهم في الانتخابات الرئاسية، طلبوا استئناف الأعمال الاقتصادية وفتح المدارس والجامعات قبل الأوان، مما أدى إلى حدوث موجة جديدة من الوباء، والأسوأ من ذلك، من أجل إثارة الرعب وكسب مصالحهم الشخصية، حرضوا على المجابهة الأيديولوجية وحاولوا إحياء شبح “المكارثية”.

كما قال العلماء، فإن الأمراض المعدية لا تميز بين حدود الدول الجغرافية، بل هي تحد مشترك للبشرية. والكذب ونشر الشائعات قد يرضيان رغبة السياسيين في عروضهم السياسية، ولكنهما لا يفيدان مكافحة الوباء.

باع نيكولاس فريتاس من ولاية فرجينيا الذي يترشح لعضوية اللكونغرس مؤخرًا كمامات تحمل عبارة “فيروس كورونا الجديد صنع من الصين” على موقع على الإنترنت وهو ما انتقدته المنظمات المدنية الأمريكية والرأي العام. اعتبارًا من 15 يوليو، صرح 2300 أمريكي آسيوي علنًا أنهم عانوا من التمييز العنصري. وفي هذا الصدد، دعا العالم الأمريكي الكبير ويليام هاسيلتين، في مقابلة تلفزيونية له الحكومة الأمريكية إلى التوقف عن مواجهة مع الصين، و”البدء في تعلم كيفية التحكم في كوفيد19″.

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت وكالة أسوشيتد برس مؤخرًا أن أزمة الفيروس قد فاقمت عدم المساواة العرقية بين الأمريكيين في الحصول على التأمين الطبي. منذ تفشي المرض، ولسوء الحظ، هذا التفاوت يمتد إلى الأطفال. وأظهر تقرير بحثي حديث صادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن معدل الإصابة ومعدل الاستشفاء للأطفال من أصل أفريقي كان أعلى بكثير من الأطفال البيض.

في الوقت نفسه، يصعب على الأقليات تحمل الآثار الاقتصادية للوباء. وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية، بلغ معدل البطالة للأمريكيين البيض في يونيو الماضي 10.1٪، بينما بلغ معدل البطالة للأمريكيين الأفارقة 15.4٪. بالإضافة إلى ذلك، أدى الركود الاقتصادي إلى اختلافات عرقية في معدل بقاء الشركات.

عندما تأتي الأزمة، يمكن اختبار فلسفة الحكومة أمام الكارثة. وذكر تعليق مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن “تسييس” الوقاية من الوباء والسيطرة عليه هو الذي جعل الولايات المتحدة “بؤرة عالمية”. ومع ذلك، يبدو أن أصعب لحظة لم تأت بعد. في مقابلة مع وسائل الإعلام مؤخرًا، حذر روبرت ريدفيلد، مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، من أنه إذا لم يتخذ الأمريكيون تدابير مثل ارتداء الأقنعة والحفاظ على التباعد الاجتماعي، فستشهد الولايات المتحدة أسوء خريف عندئذ تصل الأنفلونزا وفيروس كوفيد-19 في نفس الوقت في الخريف.

يتصاعد وضع الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، لكن السياسيين الأمريكيين لم يركزوا بعد على الوباء نفسه، وبدلاً من ذلك، يمارسون المضاربات السياسية وفقا لمصالحهم الانتخاببية، ويخلقون المزيد من الشكوك حول عمل الوقاية من الوباء. الوقت يمر بلا رحمة ولا يمكن للمضاربات السياسية أن تنقذ أرواح الأمريكيين. في مواجهة البيانات المحزنة عن الوباء، يجب على السياسيين الأمريكيين أن يضعوا سلامة حياة وصحة الشعب الأمريكي في المقام الأول، وأن يعودوا إلى المسار الصحيح لمكافحة الوباء

شينخوا