تركيا على وشك غزو ليبيا

كتب رافيل مصطفين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول تصاعد درجة التوتر بين حفتر وأردوغان، نتيجة التدخل التركي المباشر بالسلاح في ليبيا.

وجاء في المقال: على خلفية الإخفاقات العسكرية التي تعرض لها القائد الأعلى للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، الذي فقد السيطرة على مدينة غريان الاستراتيجية التي تبعد 80 كم عن طرابلس، راح صراع آخر يتصاعد بسرعة بمشاركته. وقد أعلنت تركيا أنها ترى في قوات حفتر خصما.

اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ فترة غير بعيدة بصراحة بتزويد حكومة فايز السراج بتجهيزات عسكرية تركية، ما يعد انتهاكا للحظر الدولي المفروض على إرسال الأسلحة إلى ليبيا.

إلا أن تدويل النزاع الليبي وانتهاك حظر الأسلحة لا يحدثان فقط من جهة تركيا. فبعد السيطرة على غريان، تم اكتشاف مخبأ فيه أنظمة صواريخ Javelin الأمريكية المضادة للدبابات، سعر الواحد منها 170 ألف دولار، بالإضافة إلى قذائف مدفعية موجهة صينية الصنع عيار 155 ملم، وصواريخ Osa الروسية المضادة للطائرات.

تسبب اكتشاف الأسلحة الأمريكية المضادة للدبابات بقلق شديد في الولايات المتحدة. والحقيقة هي أن المشكلة لا تقتصر على انتهاك حظر الأسلحة، إنما تتعلق بشروط عقود توريد هذه الأسلحة إلى أطراف ثالثة، الأمر الذي يمكن أن يستخدمه خصوم الرئيس دونالد ترامب في الكونغرس.

لم يتضح بعد ما إذا كان انتصار السراج في غريان نتيجة قوته العسكرية في مواجهة خصم ضعف فجأة، أم خيانة أنصار حفتر، ومناورة غير ناجحة من وحدات الجيش الوطني الليبي أثناء إعادة تجميع القوات، أم سوء عمل الاستطلاع وسوء التقدير من قبل قيادة حفتر، أم تضافر العوامل السابقة الذكر. وعليه، فليس من الممكن تحديد ما إذا كانت خسارة غريان ستشكل منعطفا في معارك طرابلس، التي ساد التعادل فيها قرابة ثلاثة أشهر من القتال، أم يبقى نجاح قوات السراج جزئيا، فلا يلقى متابعة.

رافيل مصطفين – “نيزافيسيمايا غازيتا”،