تبنى مجلس الشيوخ الأمريكي، مؤخراً، ما سماه “مشروع قانون بشأن الحكم الذاتي في هونغ كونغ”، هدد فيه بفرض عقوبات على الأفراد والهيئات المالية والكيانات الأخرى التي تضر بالحكم الذاتي في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، ما يعد بمثابة انتهاك صارخ لشؤون الصين الداخلية، وتصرفاً مخالفاً للقانون الدولي ومبادئ العلاقات الدولية، كما يجسد مساعي واشنطن لإغراق المنطقة في الفوضى.
لقد حدثت، منذ العام الماضي، سلسلة من أعمال الشغب والنهب والحرق في منطقة هونغ كونغ على خلفية التحريض من بعض القوى الأجنبية، ما أودى بحياة الكثير من المدنيين الأبرياء، وشكل مخاطر شديدة لا يستهان بها على مصلحة البلاد وأمنها الوطني.
ومثلما ذكر جون روس المدير السابق لهيئة سياسات الاقتصاد والتجارة التابعة لبلدية لندن، فإن من حقوق الصين المشروعة وضعَ قانون الأمن القومي لمنطقة هونغ كونغ، باعتباره من شؤونها الداخلية.
ومن المؤكد للجميع أنه إذا تضرر الاستقرار والازدهار في هونغ كونغ، فلا بد أن تتعرض مصالح المؤسسات الأمريكية في المنطقة للخطر أيضاً، غير أن الساسة الأمريكيين لا يضعون هذا في اعتبارهم، بل يحاولون دائماً تعكير صفو هونغ كونغ لتحقيق مصالحهم الذاتية.
إن القضايا المتعلقة بهونغ كونغ من شؤون الصين الداخلية، وكما أشار المتحدث باسم حكومة المنطقة، في الـ26 من يونيو الجاري، فإن تنفيذ مبدأ “دولة واحدة ونظامان” في هونغ كونغ هو شأن داخلي للصين بالكامل، ولا يحق لأي دولة أخرى التدخل فيه.
ويمكن لأي شخص محايد أن يرى أن سد الثغرات في الأمن القومي لهونغ كونغ هو المعنى الحقيقي لمبدأ “دولة واحدة ونظامان”، ولكن بعض الساسة الأمريكيين خلطوا عن عمد بين “درجة عالية من الحكم الذاتي” وبين ما يسمى “الحكم الذاتي الكامل”، وكانت مؤامرتهم لخلق فوضى في هونغ كونغ ومعارضة الصين واضحة.
وكما نعلم جميعاً، فإن تشريع الأمن القومي حق سيادي مقدس بالنسبة لأي بلد، ولا يجوز انتهاكه، وبناء عليه فإن الحكومة المركزية الصينية تتحمل المسؤولية الأكبر والأخيرة في الحفاظ على أمنها القومي.
وعلى الرغم من هذا، لم ينقل الجانب الصيني مباشرة القوانين ذات الصلة بحماية الأمن القومي في البر الرئيسي إلى هونغ كونغ، بل صاغت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشريع الأمن القومي لهونغ كونغ وفقاً للدستور والقانون الأساسي لهونغ كونغ والقرارات الصادرة عن المجلس مع مراعاة ظروف المنطقة، ما يدل بشكل كامل على احترام مبدأ “دولة واحدة ونظامان”.
إن ما تسمى “العقوبات” الأمريكية هي مجرد نفايات ورقية لا قيمة لها، ومستقبل هونغ كونغ ومصيرها في أيدي 1.4 مليار صيني فقط، بمن فيهم مواطنو هونغ كونغ.
ونحن نقول للساسة الأمريكيين، توقفوا فوراً عن التدخل في شؤون الصين الداخلية، ووجهوا جهودكم وطاقتكم إلى المسار الصحيح.