من أول قراءة لي بصفحاتِ الديوان
و كان يداعبني غزل قهوتي بالفنجان
تدللني و تراقصني ،
بألاف من قبلات و أحضان
فٓلمحت مفرداتها تعاتبني ،
من بين همسات و خداعات سنديان
ثم بدأت تهطل على ضلوع صدري ،
كالغيث من ترنيمات الأحلام
فتلتقطها أنفاسي من عزف العندليب ،
بميٌاسم كهوف الأقحوان
فلمست بإصبعي غيوم ،
من شهب قصيدة الظمأ و الحرمان
فاحترقت أناملي من مراوغة ،
مشاعري بزٓيٌفِ و سقم الفؤاد
مِن نثريات ولع الروح من الكتمان
فسألتها :
لماذا تتجاهلين إلى صراحتي ،
تجاه أي اشتياق بعيد ،
عن هضاب العشق بفضاء الخيال
فحاورتني بالشجن ،
من أسهمِِ من نبال و نيران
وقالت لي :
اِصمتِ الأميرة العذراء البلهاء
ليس بأزمنتنا عِشقآٓ سوى الخذلان
فمن رواياته و أساطيره ،
الشغف بالوهم و النسيان
و إن تواجد الهوٌٓى بالأفئدة ،
لاقى حطامآٓ من قسوة و غلظة الديار
فسألتها :
و ماذا عن العاشق الهيمان
فأجابتني :
لن تلتفتِ لهؤلاء من نسور و ذئاب
ماهرين بالتغزُل و بالتجمل ،
كالمكرِ بدمعات طاووس و تمساح
بارعين بِفصاحة الزجل ،
بِكؤوس نبيذ الكروم و العناب
لباسهم من غروب الفضة ،
و اخضرار صدأ النحاس
فنظرت إليها خشيٌٓة من حدة بكائي ،
فيا ويلتي من هجران روحي ،
و لحظات الاشتياق لِلهيب اللقاء
و قلبي متلهفآٓ و مشتاقآٓ للغزل ،
من نبضات الحنان من فنجان
ليس لدي غصنآٓ مزخرفآٓ بِثلوج الشتاء
حقآٓ فإن رحل عني فلن يٓعود بدنيتي ،
كل مٓنْ عانقني بِبساتين الغرامِِ