أفادت تقارير إعلامية أمريكية أنه تم مؤخرا الكشف عن وثيقة داخلية للمركز الأمريكي للوقاية من الأوبئة والسيطرة عليها، نقلت تغريدة للبيت الأبيض تتهم “صوت أمريكا” بممارسة الدعاية لصالح الصين، وأمرت القسم الإعلامي برفض طلب مقابلة من قبل أي شخص له علاقة بصوت أمريكا. ثم أعلن رئيس صوت أمريكا ونائبه عن استقالتهما.
في الواقع، إن ما تتعرض له صوت أمريكا ليس إلا مثالا على ممارسات لا تحصى قامت بها الحكومة الأمريكية لقمع وسائل الإعلام والاعتداء عليها خلال فترة وباء كوفيد-19، حيث تتعرض كل من هيئة الإذاعة الوطنية (NBC) ، وشبكة الإخبارية التلفزيونية (CNN) ، ونيويورك تايمز وشبكة فوكس نيوز، لانتقادات حادة من قبل القادة الأمريكيين كلما نشرت تقارير موضوعية عن جهود الصين لمكافحة الوباء.
في حقيقة الأمر، إن بعض وسائل الإعلام الغربية اعتادت على النظر للصين بأحكام مسبقة، ولا يتعدى ما ذكرته مؤخراً “لصالح الصين” كونه تغطية واقعية، لكن بعض الساسة الأمركيين لم يتمكنوا من قبول هذه التغطية، لأنهم لا يحبذون التغطية الموضوعية لما بذلته الصين من جهود مضنية في مكافحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). وبالنسبة للبيت الأبيض، يعد توجيه الاتهامات للصين ونقل المسؤوليات إليها “العمل الصائب الوحيد” لتخفيف الضغوطات عليه.
ليس هذا فحسب، بل حاول الساسة الأمريكيون الحد من صلاحيات مواقع التواصل الاجتماعي في تدقيق المضامين المنشورة عليها، من أجل تحويلها إلى أداة تخدم مصالحهم السياسية الذاتية. وخير دليل على ذلك أن شركة تويتر أعلنت مؤخراً عن قرارها بإغلاق ما يزيد عن 170 ألف حساب “لها صلة بالحكومة الصينية”.
ما هو أكثر من ذلك ، من أجل إخفاء ضعف مقاومة الوباء، يضع السياسيون الأمريكيون السياسة فوق العلم ويحاولون بقصارى جهودهم قمع الأصوات المهنية والعقلانية. من الطبيبة الصينية الأصل هيلين تشو التي أصدرت تحذيرًا من تفشي المرض، إلى الكابتن بريت كروزير، الذي كشف عن الوضع الحقيقي لتفشي المرض على متن حاملة الطائرات “روزفلت”، من ريك برايت، المسؤول الذي يعارض ترويج البيت الأبيض للأدوية غير المثبتة علمياً، إلى مسؤولة الصحة في فلوريدا ريبيكا دي جونز، التي رفضت تغيير البيانات يدويًا لدعم استئناف الاقتصاد الأمريكي، هؤلاء المحترفون إما تم اسكاتهم أو طردهم، حتى فوش، كبير خبراء الأمراض المعدية المعروف باسم “قائد مكافحة الوباء” في الولايات المتحدة، “اختفى” عدة مرات. باختصار، وقد تم الانتقام من جميع الأصوات التي لا تتفق مع البيت الأبيض في ظل البيئة المشوهة الحالية من أجل المصلحة الذاتية السياسية التي تطغى كل شيء .
من المؤسف أن بعض السياسيين الأمريكيين استخدموا القوة باتجاه خاطئ، حيث استخدموا أياديهم السوداء بكل قوة لإغلاق اقتراحات متخصصة وتغطية المعلومات الحقيقية وتحميل المسؤولية للغير وصرف الأنظار محاولين استئناف الاقتصاد للسعي وراء المصالح السياسية الأنانية، رافضين التركيز على مكافحة الوباء، إزاء ذلك انتقد الصحفي الأمريكي ميشيل غودبرغ قائلا: مع تفشي فيروس كورونا الجديد أصبح موقف الحكومة المتمثل في ازدراء العلوم المتخصصة ووضع الحرص العشوائي فوق التكنولوجيا والقدرة تهديدا مباشرا أكبر لصحة المواطنين الأمريكيين.
وسائل إعلام صينية