أحداث الولايات المتحدة تذكّر بالبيريسترويكا في الاتحاد السوفيتي

أحداث الولايات المتحدة تذكّر بالبيريسترويكا في الاتحاد السوفيتي
أحداث الولايات المتحدة تذكّر بالبيريسترويكا في الاتحاد السوفيتي

كتبت فيكتوريا نيكيفوروفا، في “فزغلياد” حول طبيعة الاحتجاجات في أمريكا، واحتمال أن تتحول إلى فوضى خارج السيطرة.

وجاء في المقال: يدرس المؤرخون وعلماء الاجتماع الأمريكيون بنشاط ظاهرة الاضطرابات في الولايات المتحدة.

فبحسب المؤرخين، تعود إلى السطح مواجهات ستينيات القرن الماضي العرقية، باستمرار. فحينها، اجتاحت موجة من المظاهرات والاشتباكات مع الشرطة جميع أرجاء أمريكا. وما زالت تلك المواجهات العرقية هي الأكثر صدى حتى اليوم.

إن صدامات السنوات الماضية العرقية تذكرنا بشدة بـ “حياة السود مهمة” الجارية اليوم. ومع ذلك، فالاختلافات بين أجندة الاحتجاجات في الستينيات والأجندة الحالية واضحة. فقد اقتدى الزعيم الإيديولوجي للمنتفضين، مارتن لوثر كينغ، بالمهاتما غاندي، كمثال، ودعا حصريا إلى المقاومة اللاعنفية.

في الواقع، حث كينغ الأمريكيين على العودة إلى قيمهم الحقيقية، بالتخلي عن الفصل والعنصرية. كان ذلك كله مشابها لما جرى في الاتحاد السوفيتي، في ستينيات القرن الماضي، حيث شعر الناس بالحنين إلى السنوات الأولى من الثورة وحلموا بالعودة إلى “القيم اللينينية”.

لكن أحداث اليوم في الولايات المتحدة تذكرنا بالفعل بنهاية البيريسترويكا الروسية، عندما تم، في المجال المعلوماتي، تدمير كامل إرث الحضارة السوفيتية تقريبا. فها هم المشاغبون من جماعة “حياة السود مهمة” يحاولون تدمير كل ما يتعلق بالحضارة البيضاء في أمريكا، بدءا من كولومبوس وصولا إلى تيدي روزفلت.

اليوم، خلاف الستينيات، جميع وسائل الإعلام الشعبية تقريبا تقف إلى جانبهم. والتشكيك في أحقية المتظاهرين أمر مستحيل. فقد أصبحت السيطرة المعلوماتية على الرأي العام شمولية تماما.

وهذا كله، يؤدي إلى انقسام عنصري غير مسبوق في البلاد.

إذا كانت أعمال التخريب والاحتجاجات ضد الشرطة في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، نسخة من أحداث العام 1968 أو 1992، فهذا يعني أنها ستهمد في الخريف، بعد الانتخابات الرئاسية. أما إذا كانت شيئا جديدا، فستواجه أمريكا فوضى خارج السيطرة.

فيكتوريا نيكيفوروفا – “فزغلياد”

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب