جريمة قتل أخرى ترتكبها الشرطة الأمريكية بحق شاب من أصول أفريقية أججت حالة الغليان الشعبي الذي تشهده الولايات المتحدة منذ مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في الـ 25 من أيار الماضي لتزداد موجة الغضب وتصل إلى نقطة مفصلية بعد أن أثبت رجال الشرطة مجددا حقيقة عنصريتهم.
أحدث جريمة للشرطة الأمريكية وقعت بحق الشاب ريتشارد بروكس الذي كان نائما في سيارته وهو ينتظر دوره أمام مطعم للوجبات السريعة في مدينة اتلانتا بحسب وسائل الإعلام الأمريكية التي نشرت تسجيل فيديو يظهر الشاب الأعزل وهو جاثم على الأرض خارج سيارته ويصارع شرطيين اثنين وبعد أن حاول الفرار أطلق أحدهما النار عليه من وراء ظهره ثلاث رصاصات ليرديه قتيلا.
مقتل بروكس أضاف زخماً لحالة الهيجان الشعبي ضد عنف الشرطة الأمريكية التي حاولت تبرير جرمها بأن الضحية قاوم الاعتقال بعد فشله في اختبار ميداني يكشف ما إذا كان ثملا فخرج مئات المحتجين أمس إلى شوارع اتلانتا للتنديد بما اقترفته الشرطة الأمريكية مجددا والتي يبدو أنها لم تتعظ ولم تأخذ العبر من درس جريمة قتل فلويد وما أشعلته من احتجاجات داخل الولايات المتحدة وخارجها.
الشرطة الأمريكية اعتقلت العشرات من المحتجين على مقتل بروكس بحسب شبكة سي إن إن الأمريكية كما أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق جموع المتظاهرين فيما سارعت قائدة شرطة مدينة أتلانتا إلى تقديم استقالتها في محاولة منها لتهدئة الوضع بعد جريمة قتل بروكس معترفة بأن “استخدام القوة المميتة لم يكن مبررا” لكن استقالتها لم تنجح في تهدئة المحتجين الذين أحرقوا مسرح الجريمة وأضرموا النار بالمطعم الذي قتل بروكس أمامه.
وبحسب موقع ديلي بيست الإخباري فإن مقتل بروكس زاد من حدة الاضطرابات التي تشهدها مدينة اتلانتا أصلا منذ أسابيع إثر مقتل الشاب من أصل أفريقي أحمد اربيري في حادثة عنصرية بحتة وجريمة قتل فلويد على يد الشرطة الأمريكية.
جريمة قتل بروكس هي الثالثة التي ترتكبها الشرطة الأمريكية هذا الشهر فبعد قتل فلويد خنقا من قبل أحد عناصر شرطة مينيابوليس أقدمت شرطة مدينة سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا على إطلاق النار على شاب قرب محطة وقود لمجرد تلقيها بلاغا عن وقوفه هناك وقد تراكمت هذه الجرائم الممنهجة لتؤجج الموقف المشتعل أصلا في الشارع الأمريكي ولتؤكد عنصرية الشرطة وممارساتها القائمة على ثقافة التمييز بين الأمريكيين على أساس العرق ولون البشرة.
ومع التوقعات بأن تضيف الجريمة العنصرية الجديدة أبعاداً خطيرة على الاحتجاجات والحراك الشعبي الذي لم يتوقف أصلا منذ مقتل فلويد في أيار الماضي سيجد الرئيس الأمريكي نفسه في ورطة جديدة بعد تهديداته السابقة باستخدام القوة العسكرية لقمع المحتجين ولعله يجد نفسه هذه المرة مضطرا للحديث عن مشكلة التمييز العنصري المتجذرة في المجتمع الأمريكي بعد إصراره على تجنب الحديث عنها أو إظهار تعاطفه مع مطالب المحتجين لتحقيق العدالة في جريمة قتل فلويد حتى لو كان الجميع مقتنعا بأن تعاطفه سيكون من باب الاستعراض السياسي لاحتواء الأزمة الشعبية التي تتفاقم مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
سانا