قبل أيام قليلة، في بث حي لمذيع CNN على الهواء للتظاهرات الاحتجاجية في الولايات المتحدة، شاهدا زميله الأسود مقيد اليدين مقتاد من طرف رجال شرطة . وخلال الاحتجاجات التي تجتاح الولايات المتحدة، أصيبت العين اليسرى للصحفية الأمريكية برصاصة مطاطية أطلقها رجال شرطة.
في الموجة الحالية من الاحتجاجات الضخمة المنتشرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تعرض المزيد من الصحفيين للعنف الوحشي من قبل الشرطة. هلهل جن جنونهم ؟
وبحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس في ال3 يونيو، فقد سجلت وكالات الإشراف الإعلامي في الأسبوع الماضي عددًا كبيرًا من تدخلات عنيفة للشرطة ضد الصحفيين. تم إطلاق النار على العاملين في وسائل الإعلام وضربهم وركلهم ورشهم بالفلفل أو القبض عليهم ، وسجلت الكاميرا العديد من الحوادث. حتى الصحفيين الأجانب من أستراليا وروسيا ودول أخرى جاءوا لتغطية الأحداث تم إصابتهم من قبل الشرطة الأمريكية بالدروع أو مهاجمتهم بالرصاص المطاطي والغاز المدمع.
وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفن دوجاريك، أنه عندما يتم استهداف الصحفيين، فسيدفع المجتمع بأكمله ثمن ذلك. ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن انتهاك الحقوق المشروعة للصحفيين “غير مقبول”. ومن ناحيته، دعا رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إلى إجراء تحقيقات في الحادث مؤكدا استعداده لتقديم شكوى رسمية عن ذلك.
في الواقع ، كان قمع وسائل الإعلام الإخبارية أمرًا شائعًا منذ فترة طويلة بعد وصول ترامب إلى السلطة. إذ كان ترامب يصف كل وسائل الإعلام التي تنتقده وتستجوبه بأنها تنشر “أخبار زائفة”. وفي الآونة الأخيرة، اندلعت اشتباكات بين ترامب ومنصة التواصل الاجتماعي “تويتر” وانتهت أخيرا بتوقيع أمر تنفيذي من قبل ترامب لتقييد وسائل الإعلام الاجتماعية، وتعرض لانتقادات واسعة بسبب الاستخدام الصارخ للسلطة الإدارية لقمع وسائل الإعلام.
خلال المظاهرات واسعة النطاق التي اجتاحت الولايات المتحدة، كان ضباط إنفاذ القانون الأمريكيون قاسيين للغاية تجاه الصحفيين وأزالوا تمامًا قناع “حرية التعبير”، الأمر الذي كشف أيضًا أن الغرض الحقيقي للسياسيين الأمريكيين هو محاولة إخفاء الحقيقة.
منذ اندلاع فيروس كوفيد-19، عند مواجهة أسئلة رئيسية، قام السياسيون الأمريكيون بتلفيق الأكاذيب، أو تشويه سمعة بلدان أخرى، أو انتقاد الصحفيين، أو حتى مغادرة مباشرة. وفقا لتقرير صدر مؤخرا في صحيفة ((نيويورك تايمز))، قال مسؤولو المخابرات الأمريكية إنه “من الصعب للغاية” إعداد تقارير استخبارية لرئيس الولايات المتحدة لأنه نادرا ما يقبل بالمعلومات التي تختلف عن وجهة نظره..
من المضحك أنه تحت قيود المصلحة الذاتية السياسية، فرض هؤلاء الساسة الأمريكيين الضغوط والضربات على وسائل الإعلام لدول أخرى باسم “حرية التعبير”. وفي الأيام الأخيرة، القى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو كلمة فارغة حيث قال إنه على الصين الا تتدخل في حرية التغطية للصحفيين الأمريكيين في منطقة هونغ كونغ الصينية، وبهذا الشأن، وضع بعض مستخدمي الانترنت صورة للمقارنة فوق الشبكة، حيث أشارت إلى انه خلال حادث مراجعة منطقة هونغ كونغ للقانون قبل عام، هناك عدد كبير من الصحفيين أمام خط الدفاع الذي شكلته الشرطة المحلية يمارسون في عملهم الاعلامي، لكن خلال الاحتجاجات التي وقعت في الولايات المتحدة، لا يوجد صحفي يجرأ على الذهاب إلى خط الدفاع المكون من الشرطة .
في الوقت الراهن، تتجاوز الحالات المؤكدة من فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة 1.85 مليون، واجتاحت الاحتجاجات الواسعة النطاق إلى أكثر من 140 مدينة في انحاء البلاد، لكن هؤلاء الساسة الأمريكيين الذين يرعون مصالحهم الخاصة لا يزالون مدمنين على التنصل من المسؤولية ومحاولة القاء الضغوط على وسائل الإعلام والجمهور بفكرة إخفاء عدم الكفاءة وفشل الحكم.
ومع كشف أكثر وأكثر من الحقائق، لا يمكن لبعض السياسيين الامريكيين ان يستمروا في لعبت خداعهم للعالم.
وسائل إعلام صينية