الحمام المغربي… أول أمنيات المغربيات بعد رفع الحجر الصحي

تذهب سعاد إلى الحمام كل نهاية أسبوع الذي، لطالما شكل متنفسها الاجتماعي الوحيد قبل أن تحرمها منه إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، شأنها شأن عدد كبير من المغربيات اللواتي يعتبرن الحمام البلدي طقساً أسبوعياً لا يمكن الاستغناء عنه.
ومنذ أغلقت الحمامات أبوابها بقرار من السلطات قبل ثلاثة أشهر، تشعر سعاد (42 عاماً) بالإحباط على غرار الكثير من المغربيات اللواتي يفضلن الذهاب إلى الحمام المغربي للاسترخاء والاستمتاع بطقوسه التقليدية، والذي يمنح إحساساً بالراحة والتجديد يرافقك طيلة الأسبوع.

وتقول سعاد، التي تشتغل كعاملة بإحدى شركات النسيج لسيدتي نت: «أشتغل طوال الأسبوع وليس لي سوى يوم واحد أذهب فيه إلى الحمام للاستمتاع بوقتي. لا يمكن لأحد أن يتخيل كم كنت أتمتع أثناء وجودي فيه».
وتضيف سعاد بتنهد: «أنتظر بفارغ الصبر عودة الحمامات للعمل. لا يمكن أن أتصور حياتي بدونها».
فاطمة بوغنبور، إعلامية مغربية عبرت هي الأخرى عن اشتياقها لجلسة حمام على صفحتها الخاصة على الفيسبوك أرفقتها بصورة للحمام المغربي جاء فيها: «(صورة لا تتحملها القلوب الضعيفة. ولا تغني عنها كل صونا) و(سبا) العالم ذات السبع نجوم… مشتاقة وبي لوعة». وتظل أولى متمنيات النساء حين انتهاء الحجر الصحي، الاستفادة من حمام ساخن ومن حصة تدليك بالليفة، حتى تعود الأبدان إلى سابق نشاطها. ولا يخلو حي من أحياء المغرب من حمام تقليدي، فالمغاربة يحرصون على ارتياده أسبوعياً للاستفادة من فوائده الصحية والراحة الجسدية التي يوفرها، ولم تستطع حمامات الساونا ومراكز التدليك والتجميل أن تنافس الحمام التقليدي، الذي قاوم عاديات الزمن، ومازال محافظاً على طابعه الأصيل.
فبعد مرور أشهر على إعلان الحجر بسبب فيروس كورونا والاستعداد جزئياً لرفعه، بدأت بعض الزبونات في الاتصال للسؤال عن إمكانية الاستفادة من جلسة حمام ولو حتى فردية، بعد أن أغلقت أبوابه بقوة القانون.


حباً في الحمام اخترقن القانون

وعلى الرغم من الحجر والتعليمات الواضحة المتعلقة بحالة الطوارئ، فقد ضبط رجال الأمن 13 سيدة داخل أحد الحمامات الشعبية بمدينة وجدة، في عز انتشار الوباء، منتصف أبريل المنصرم.
رجال الأمن بوجدة، شرق المملكة، ضبطوا الحمام الشعبي يشتغل بدوام كامل، رغم قرار وزارة الداخلية القاضي بإغلاق الحمامات كإجراء وقائي للحد من انتشار فيروس «كورونا».
النسوة الـ13، اعتقلن بعد خروجهن من الحمام، بتهمة خرق إجراءات حالة الطوارئ الصحية، فيما أغلقت السلطات المحلية الحمام الشعبي وسَحَبت رخصة عمله بشكل نهائي.


احتجاج أرباب الحمامات

وخرج أرباب ومسيرو الحمامات للحديث عن الأزمة التي يتخبطون فيها في ظل جائحة كورونا، مطالبين السلطات الحكومية ولجنة اليقظة الاقتصادية بالنظر إلى وضعيتهم والاهتمام بهم، بدل نهج سياسة التجاهل في حقهم.
ويؤكد مسيرو وملاك هذه الحمامات أن السلطات تتجاهل بشكل تام هذا القطاع، على الرغم من أهميته في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الوطني، باعتباره يشكل مصدر رزق عديد من الأسر، وكذلك لمكانته في الموروث والثقافة الشعبية المغربية، في وقت شرعت فيه العديد من الأنشطة الصناعية والتجارية والخدماتية في الاستعداد لاستئناف عملها بعد توقف دام حوالي ثلاثة أشهر بسبب حالة الطوارئ الصحية.
ويبلغ عدد الحمامات في المغرب 12 ألف حمام، إلى جانب مئات الحمامات العصرية «السْبَّا».

سيدتي نت