اعثر على نورك الداخلي واجعله ينير العالم من حولك
الأب الياس زحلاوي المذهل بمحبته وهدوئه، وانت تستمع إليه يندمج صوت العقل مع الوجدان، يُبعدك بفكره الصافي عن التشتت والاستسلام لمتاعب الحياة مهما كبُرتْ، يحثك ودونما انتباه منك أن تتجنبَ الحزن واليأس، لم يكن لقائي به إلا مناسبة اكثر من رائعه لم اخطط لها مسبقا لأنني ظننتها تحمل صعوبة معينه غير أني في الواقع قد ذُهلت وسُعدتْ كثيراً بهذا اللقاء الذي ظننت انه لن يتجاوز الربع ساعة وإذ به يمتد لأكثر من ساعة ونصف، باختصار الأب زحلاوي يعرف كيف يستطيع الإنسان احترام عقله وروحه، وكيف اننا نستطيع أن نكون اكثر لطفا مع انفسنا ليتغير كل شيء نحو الأفضل.
في الواقع كان الحديث غنيا ولم يكن حوارا صحفيا ولكن سادون الرأي الهام للأب زحلاوي فيما يخص الوجع السوري تحديدا دونما اللجوء إلى صيغة السؤال والجواب :
اسجل بكل أسى، غياب السلطة الكنسية، فرديا وجماعيا، عن مجمل هذه الأحداث المصيريةفي العالم كله، َوفي العالم العربي على الأخص، مع ان ماجرى، وما يجري على مساحة الوطن العربي كله، منذ بزوغ الكيان الصهيوني في فلسطين، كان كفيلا بإحياء الموتى في قبورها، هلعا وحذرا….. لم يكن بخافٍ على اي متتبع للأحداث المتفاقمة من حروب خارجية واجتياحات، ومن حروب داخلية مروعة، ومانجم عن هذه وتلك، من قتل ومظالم وتشريد وافقار وإذلال ورعب ويأس… ولا على اي متابع لما كتب علنامنذ زمان طويل، سواء في إسرائيل أو في الغرب ذاته حول مشروع (الفوضى الخلاقة) أي التدمير الشامل والممنهج للوجود العربي كله بوصفه وجودا وحسب، على اختلاف مكوناته القديمة والجديدة، وعلى اختلاف انتماءاته الدينية والعرقية والاجتماعية والسياسية، أقول لم يكن بخاف… ان ما حدث، وما يحدث، وما قد يحدث يستدعي يقظة دائمة، وتأهبا شديدا، وخطة مدروسة وسباقة تواجه بها الكنيسة جميع الاحتمالات او اقله جلّها..، ولكم تمنيت من ناحيتي، لو ان رئيسي الكنسي الأعلى، كان قد استجاب، ولو لمرة واحدة، منذ اعتلائه الكرسي البطريركي عام 2000 لدعوتي المتكررة والمكتوبةله، إلى المسارعة مع سائر البطاركة الشرقيين، إلى عقد مؤتمر دولي حول الصراع العربي الإسرائيلي قبل فوات الأوان… وكان قد فات منه الكثير… حتى كانت الجحيم الكونية، المسماة الربيع العربي…
ومع ذلك فلم تبدر من السلطات العليا في الكنائس الشرقية جميعا، ولابادرة واحدةجادة، خارج الاجتماعات المغلقة، والبيانات الفضفاضة، بل الخجولة، الفردية منها والجماعية على حد سواء، إزاء حرب كونية صريحة وغير مسبوقة، تستهدف المجتمعات العربية كلها، ولاسيما في سورية، لا وجودها الراهن وحسب، بل، بل حتى معالم تاريخها الفريد، القديم والاصيل
وللحديث بقية هامه انتظروها
سناء زعير