الساسة الأمريكيون وبرامجهم الحوارية المبتذلة !!

الساسة الأمريكيون وبرامجهم الحوارية المبتذلة !!
الساسة الأمريكيون وبرامجهم الحوارية المبتذلة !!

قال مستخدمو الإنترنت الأمريكيون، مؤخراً، إن “الفطرة الإنسانية السليمة شيء نادر، والأخلاق ترف”، وذلك تعليقاً على أداء الساسة في بلادهم.

وبينما يتحسن الآن الوضع في العديد من الدول وتعود حياة الناس إلى طبيعتها تدريجيًا، فإن القوة الأكبر في العالم لا تزال تحافظ على زيادة عدد الإصابات بأكثر من 20 ألف شخص يومياً، وهو أمر مؤسف.

وكما قال مستخدمو الإنترنت الأمريكيون فإن الساسة في بلادهم هم المسؤولون عن مثل هذه الهزيمة!، حيث إنهم يتجاهلون النضال والكفاح على خط الموت ا، ويعتبرون كل ظهور علني أمام الجمهور عرضاً وفرصة لتحقيق مكاسب خاصة.

لقد أكد علماء من العديد من الدول أن فيروس كورونا المستجد ليس اصطناعيًا، ففي يوم 4 مايو، قال أنطوني فوتشي مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، خلال مقابلة خاصة مع مجلة ناشيونال جيوغرافيك، إنه استنادًا إلى الأدلة العلمية الحالية، يمكن استبعاد اصطناع فيروس كورونا المستجد.

كما عقدت منظمة الصحة العالمية، يوم 4 مايو ، مؤتمرا صحفيا اعتياديا حول فيروس كورونا المستجد، قالت خلاله ماريا فان كيركوف المديرة التنفيذية لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن تحليل 15000 تسلسل جيني فيروسي كامل يظهر أن فيروس كورونا المستجد ليس اصطناعيًا.

ومع ذلك، وفي مواجهة هذا التوافق المشترك في المجتمع العلمي، أغمض بعض الساسة الأمريكيين عيونهم وسدوا آذانهم ودفنوا رؤوسهم في الرمال مثل النعام، وزعموا مرارًا وتكرارًا أن “الأدلة” تثبت أن الفيروس جاء من معهد ووهان لبحوث الفيروسات.

وفي هذا الصدد، انتقد آندرو وايزمان المستشار العام السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، هذا الادعاء باعتباره من “أخبار البيت الأبيض المزيفة”، وهو أمر مثير للسخرية ويشبه ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حقن الجسم بالمطهرات للقضاء على فيروس كورونا المستجد .

في بداية تفشي المرض، عندما كانت الصين تبذل أقصى جهودها لمكافحته، قال المسؤولون الأمريكيون إنه سيسرع عودة التصنيع إلى الولايات المتحدة، ويجلب المزيد من فرص العمل إلى البلاد.

ومع ذلك، أصبحت الولايات المتحدة الآن الدولة التي لديها أكبر عدد من حالات الإصابة والوفيات في العالم، وشهد الاقتصاد أكبر انخفاض في الربع الأول من العام منذ الأزمة المالية الدولية لعام 2008م، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن شركة المعالجة الآلية الأمريكية للبيانات (ADP)، وانخفض عدد الوظائف في الولايات المتحدة بمقدار 20.236 مليون وظيفة في إبريل، وهو ما يتجاوز ضعفي العدد الإجمالي للعاطلين عن العمل خلال الأزمة المالية العالمية لعام 2008.

ورغم هذا، لا يزال بعض السياسيين الأمريكيين متمسكين بالأفكار المجنونة، حيث يبذلون قصارى جهدهم لتشجيع رأس المال الأمريكي على الانسحاب من الصين، ويحرضون على “الفصل الاقتصادي والتجاري بين البلدين”، حتى إنهم اقترحوا على حكومتهم تعويض الشركات الأمريكية عن انسحابها من الصين، ونقلت وكالة رويترز مؤخراً عن عدد من المسؤولين المطلعين قولهم إن الحكومة الأمريكية تجهز خطة لإخراج الصين من سلسلة الإمدادات الصناعية العالمية.

وهذا الجنون الذي يحكم تصرفاتهم هو تقريبًا أعلى شكل من أشكال إيذاء الذات، وهو الانتحار.

إذن، ما هو الواقع الفعلي على الأرض؟ في الآونة الأخيرة، وسعت العديد من الشركات الأمريكية استثماراتها وأعمالها في الصين، فعلى سبيل المثال، تم التوقيع على مشروع حديقة “ستاربكس الصين” الصناعية الابتكارية للقهوة في مدينة كونشان بمقاطعة جيانغسو، كما أعلنت شركة تيسلا عن زيادة سعة مصنعها في شانغهاي، وبدأ العمل رسمياً في إنشاء مشروع إكسون موبيل للإيثيلين بقيمة 10 مليار دولار في مدينة هويتشو، وأعلنت شركة وول مارت عن توسيع استثماراتها في ووهان …

لقد أكدت الشركات الأمريكية ثقتها في السوق والاقتصاد الصينيين من خلال إجراءات ملموسة، كما أعلنت عدم الرضا عن “البرامج الحوارية المبتذلة” التي يقدمها هؤلاء الساسة للجمهور.

قد يكون بعض الساسة في واشنطن حريصين للغاية على إلقاء اللوم على الصين كقشة منقذة للحياة، لتفادي النزاعات والتناقضات المحلية وحماية مصالحهم الخاصة، إلا أن تصريحاتهم الصاخبة تكشف عدم كفاءتهم في أمور الحكم والإدارة!

إن ما تفقده الولايات المتحدة اليوم ليس أرواحاً ثمينة بريئة فحسب، ولكن صورة الدولة التي تنهار على أيدي سياسييها.

شينخوا