الحقائق تتضح مع مرور الزمن. في الآونة الأخيرة، ومع اكتشاف مزيد من المعلومات المعنية، صارت عملية مكافحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) معروفة لدى دول العالم، الأمر الذي يعكس الأكاذيب المتتالية من ألسنة الساسة الأمريكيين، وأنانيتهم، وسوء أداء واجبهم، وفقدان أخلاقهم.
في يوم 15 مايو، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده شرعت في تطوير لقاح ضد كوفيد-19 منذ يوم 11 يناير، مما أثار اهتمامات واسعة ودهشة هائلة في العالم كله.
ولاحظ الجميع أن روبرت ريدفيلد، بصفته مدير المركز الأمريكي لمراقبة الأمراض، أكد مؤخراً خلال جلسة استماع عقدت في الكونغرس الأمريكي أنه تم إجراء مباحثات بين المركز الأمريكي ونظيره الصيني في 2 يناير بشأن كوفيد-19. وفي يوم 12 يناير، تقاسمت الصين التسلسل الجيني لكوفيد-19 مع منظمة الصحة العالمية، مما أرسى أسساً مهمة لدول العالم في تطوير اللقاحات والأدوية والحد من انتشار الفيروس. وطبقاً للرئيس ترامب الذي أكد أن يوم 11 يناير يعد تاريخ انطلاق بلاده في تطوير اللقاح، فذلك يدل على أن الجانب الأمريكي تلقى البيانات المعنية بالتسلسل الجيني للفيروس من الجانب الصيني فور الإعلان عنه، لهذا، فإن الاتهامات الأمريكية بعدم شفافية الصين لا أساس لها من المبررات على الإطلاق.
في هذا السياق، يرجح البعض أن تاريخ ظهور فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة كان قبل التاريخ المعلن عنه لدى الحكومة الأمريكية، والدليل على ذلك أن روبرت ريدفيلد، مدير المركز الأمريكي لمراقبة الأمراض، اعترف أواسط شهر مارس بأن بعض الوفيات الأمريكية حينئذ نتجت عن كوفيد-19 بدلاً من الإنفلونزا، وأكد مايكل ميلهام، عمدة بلدية بيلفير في ولاية نيوجرسي، أواخر شهر إبريل أنه كان قد أصيب بكوفيد-19 شهر نوفمبر العام الماضي، كل هذه النقاط يشكك فيها الجميع.لقد مزق السياسيون الأمريكيون قناع النفاق وهددوا أولئك الذين لديهم شكوك في الحكومة دون خوف، حتى يتم فصلهم. في الوقت نفسه، لا يدخر السياسيون أي جهد لقمع السلطات الطبية العليا، وجعلوهم “يختفون” من التلفزيون والجمهور.
يقال إن “الاختفاء” الجماعي لكبار خبراء مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة له علاقة بفريق أخبار البيت الأبيض المشكل حديثًا. في إبريل الماضي، تم تعيين غلوريا ماكيني كسكرتيرة صحفية جديدة للبيت الأبيض، وقالت ذات مرة للصحافيين إن موجز البيت الأبيض حول الوباء سيظهر بـ”مظهر جديد” و”نقطة التركيز الجديدة “. الآن، ما يسمى بالمظهر الجديد هو ترك أصوات الخبراء العلمية والعقلانية تختفي من التلفزيون!
وكما أوضح تشنغ يونغ نيان، الأستاذ في معهد شرق آسيا التابع للجامعة الوطنية في سنغافورة، منذ بداية مكافحة الوباء، يبدو أن القصة الأمريكية لمكافحة الوباء تدور حول السلطة الإدارية كل يوم. نشرت أكبر مجلة طبية في العالم ((لانسيت)) مؤخرًا تعليقا بعنوان ((إعادة السلطة إلى المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض)) أعربت عن أسفها أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية قد وضعت سلطة المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض تحت الأقدام.
في مواجهة المأساة الإنسانية الحالية التي راحت ضحيتها أكثر من 88 ألف أمريكي في هذا الوباء، لا يزال السياسيون الأمريكيون يتفاخرون بشأن أنفسهم وينغمسون في استخدام أكاذيب أكبر لاستكمال الأكاذيب السابقة. مع ظهور المزيد والمزيد من الحقائق، سيرى العالم كيف سيستمر الأداء الضعيف للسياسيين الأمريكيين!
وسائل إعلام صينية