هزائم بالجملة لتركيا

لا يخفى على اي متابع للوضع في ليبيا أن تركيا قد زجت نفسها في موقف كبير سيكلفها الكثير لأنه غير منطقي بكل المقاييس، وهي وجهة نظر اتفق عليها حتى مؤيدو الرئيس التركي، لقد عجزت تركيا عن تغيير الوضع في ليبيا معتمدة على دعم قوات السراج

.. مع بداية شهر ابريل يكون قد مضى عام كامل على بدء هجوم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على طرابلس، ومنذ ذلك الحين سببت الاشتباكات غربي البلاد عددا من الازمات السياسية الدولية، مما اضطر بعض الدول الى المسارعة لعقد مؤتمرات تمثيلية بغرض إحلال السلام تحت رعاية روسية – ألمانية ولكن من دون نتيجة

. ولقد اظهرت المعارك الاخيرة أن قوة حكومة الوفاق الوطني بدأت تَنفد تدريجياً، فهي تعاني نقص الأفراد والعتاد، من جانب آخر لم يساعد التدخل التركي المباشر في قلب المعادلة، وقد تعرض الجنود الأتراك عدة مرات لضربات شديدة وتم تدمير منظومة «هوك» التركية للدفاع الجوي، واسقاط العديد من الطائرات المسيرة بالرغم من حشدها (اي أنقرة) لمقاتلين سوريين من المرتزقة، حيث نقلتهم بالطائرات إلى ليبيا أخيراً، ومع ذلك مازال الجيش الوطني الليبي اقرب إلى النصر، وقد بدأ مقاتلو السراج بالانتقال إلى صفوف هذا الجيش، لقد بالغت أنقرة في تقدير قدرات قواتها.

وبالانتقال إلى الشمال السوري، فإن المشهد أكثر تأزما والمتغيرات تعصف بكل الاتجاهات، فالانفلات يعصف بالميليشيات الموالية لتركيا في سوريا، وقد تعمقت حالة الفلتان الأمني بين الفصائل ووصلت حدّ تنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات استهدفت قادة تلك الفصائل المتناحرة فيما بينها. وفي إطار التغيير الديموغرافي بدأت عائلات المقاتلين الموالين لتركيا بالوصول إلى مدينة رأس العين في ريف الحسكه.

ما الذي يحصل وبماذا يغامر أردوغان؟ فقبل ايام فقط وصلت تعزيزات روسية لمطار القامشلي، قافلة عسكرية مؤلفة من قرابة 20 آلية ومدرعة وعشرات الجنود مع تحليق للمروحيات ومن ضمنها الدبابة الطائرة (هليكوبتر) نوع مي35-أم من دون حدوث ممانعة من الجانب الأميركي.

بشكل او بآخر لا نستطيع الكلام إلا وفق التكهنات بالنسبة لروسيا او أميركا، اما التركي الذي آن الأوان ليدرك انه ليس اكثر من أداة يستخدمها البعض لتثبيت مصالحه، فكل ما ذكرناه يجب أن نضيف إليه تداعيات الوباء داخل تركيا والتراجع المخيف للاقتصاد التركي، والسؤال: أليس من المنطقي ان يكون لهذا التورط التركي وبالجمله نتائج – هي هزائم بالجملة؟!

فخري هاشم السيد رجب /صاحب موقع أصدقاء سورية