في محاولة مستمرة من البعض في الولايات المتحدة لتحميل الآخرين مسؤولية فشلهم،ظلوا يلفقون التهمة تلو الأخرى ضد الصين، فقالوا ومن بينهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مؤخرا إن الصين كذبت بشأن عدد الإصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد(كوفيد19). دحضت الخارجية الصينية هذه التهمة واصفة إياها بأنها “لا أساس لها من الصحة” و”غير مقبولة”.
هناك مقولة قديمة في الصين “اللص يدعو لقبض اللص”. تنطبق هذه الجملة على بومبيو وأمثاله تماما، لأنهم كاذبون حقيقيون في مواجهة وباء كورونا المستجد.
وفقًا لـ “نيويورك تايمز”، فإنه في وقت مبكر من شهر يناير، بدأت طبيبة أمريكية تُدعى تشو هيلون في التحذير من تفشي المرض في الولايات المتحدة، وأبلغت نتائج الاختبار إلى السلطات الرسمية في فبراير، ولكن السلطات أمرت بعدم تسريب الخبر.
في 2 مارس، أعلن المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها وقف نشر البيانات المتعلقة بعدد الأشخاص الذين تم اختبارهم وعدد الوفيات. قبل ذلك، كانت هناك فضائح تتحدث عن عدم صلاحية بعض مجموعات الاختبار التي وزعها المركز. واتهم رواد الإنترنت الأمريكيون المركز بالكذب حول الوضع الوبائي.
من المثير للصدمة أن رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ بالكونجرس الأمريكي، الجمهوري ريتشارد بور وثلاثة أعضاء آخرين في مجلس الشيوخ أعربوا مرات عديدة خلال الفترة من نهاية يناير إلى منتصف فبراير، عن ثقتهم المطلقة بقدرة الحكومة الأمريكية على مواجهة الوباء، لكنهم في الوقت نفسه باعوا ما لديهم من الأسهم. وبعد اكتشاف نفاقهم وكذبهم، كان الشعب الأمريكي غاضبًا للغاية.
أفادت شركة ABC الأربعاء الماضي أنه وفقًا لأربعة مطلعين، فقد حذر المركز الوطني للاستخبارات الطبية (NCMI) التابع لوزارة الدفاع الامريكية البنتاغون في تقرير في نوفمبر عام 2019 من انتشار مرض معدي في ووهان. بالنسبة للصين والولايات المتحدة “قد يكون حدثا كارثيا”.لكن NCMI أصدرت بيانا يوم الخميس نفت فيه وجود هذا التقرير. ورداً على ذلك، تساءلت بعض وسائل الإعلام: “مالذي يعرفونه؟”
جاء ما يسمى بإخفاء الصين حجم تفشي الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد في الأصل من تقرير نشرته وكالة بلومبرج في الأول من أبريل، حيث نقل التقرير عن ثلاثة من مسؤولي المخابرات الأمريكية قولهم إن البيانات الصينية غير صحيحة. كما قالوا إن تقرير المخابرات قد سلم إلى البيت الأبيض في الأسبوع الماضي. لكن التقرير لم يوضح كيف توصلت وكالات المخابرات الأمريكية إلى هذا “الاستنتاج”. والأمر الأكثر إثارة للسخرية أنه في نفس اليوم الذي نُشر فيه التقرير الإعلامي، قال الرئيس الأمريكي إنه لم يتلق التقرير المخابراتي.وقد كشفت هذه الحجة التي لا أساس لها والبيانات المتناقضة بين البيت الأبيض وأجهزة المخابرات ارتباك الولايات المتحدة فيما يتعلق بالوقاية من الوباء ومكافحته.
يا ترى ما هي وقائع انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين؟ ابتداء من يوم ٢١ يناير، لم تتوقف الحكومة الصينية في الإعلان عن آخر المستجدات بشأن تفشي عدوى (كوفيد ١٩ ) في البلاد، لهذا من السهل على الجانب الأمريكي الاطلاع على هذه البيانات المعلنة عنها يوميا. علاوة على ذلك،شارك بعض المتخصصين الأمريكيين في جولة وفد منظمة الصحة العالمية الزائر
للصين، والتي دامت ٩ أيام، فكيف يمكن للولايات المتحدة اتهاما لصين بعدم الشفافية؟
جدير بالذكر أن فضل نجاح الصين في احتواء تفشي كوفيد ١٩ في البلاد خلال شهرين يرجع إلى الإجراءات الفعالة من الحزب الحاكم، التي تشمل إرسال الفرق الطبية إلى مقاطعة هوبي من أنحاء البلاد، وتنفيذ الإغلاق في المدن المتضررة، والحجر المنزلي لمليار و٤٠٠ مليون مواطن. وأوضحت دراسة أخيرة من مجلة ساينس أنه في الأيام الخمسين الأولى بعد ظهور كوفيد ١٩، ساهمت إجراءات الإغلاق في مدينة ووهان في منع٧١٠ ألف مواطن من الإصابة بالفيروس، وتقليل نسبة الإصابة المحتملة ب٩٦٪، وكل هذه تدل على فعالية الإجراءات الاحترازية الصينية.
في المرحلة الحالية، تجاوز عدد الإصابات في الولايات المتحدة نصف مليون حالة، وفاق عدد الوفيات 18 ألف حالة. وبموجب خبر من وسائل إعلام أمريكية يوم ٩ إبريل،كان مسن أمريكي مصاب بكوفيد ١٩ بلغ من العمر ٦٦ عاما استنجد عبر المساعد الصوتي ل٤٠ مرة دون جدوى. فهل استمع السياسيون الأمريكيون إلى هذه التسجيلات الصوتية المبكية؟ أو هل شعروا بالندم عليها؟ إن الاستمرار في تشويه الحقائق لن تساعد على مكافحة المرض، حيث ينبغي على السياسيين الأمريكيين العودة إلى الطريق الصحيح لإنقاذ الحياة.
إذاعة الصين الدولية