مايك بومبيو وراءَ تدميرِ مصداقية الولايات المتحدة

مايك بومبيو وراءَ تدميرِ مصداقية الولايات المتحدة
مايك بومبيو وراءَ تدميرِ مصداقية الولايات المتحدة

في البداية، لنستعرض ما فعلته الولايات المتحدة مؤخرا بشأن التعاون الدولي في مجال مكافحة وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد ( كوفيد-19): احتجاز الأقنعة المنتقلة إلى ألمانيا عبر دولة ثالثة بطريقة تشبه السطو، محاولة فرض أوامر على شركة 3M لمنعها من تصدير الأقنعة إلى كندا ودول أمريكا اللاتينية، تحميل الصين مسؤولية سوء مواجهتها للوباء، وفرض عقوبات شديدة على إيران وكوبا وغيرهما من الدول لمنعها من الحصول على اللوازم الطبية…

الآن، يرى المزيد من الناس أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو هو سبب التدهور الحاد في المعايير الأخلاقية الدبلوماسية الأمريكية، حتى أن صحيفة ((واشنطن بوست)) نشرت مقالا تهاجم فيه أفعاله السيئة في مواجهة الوباء، واصفة إياه بأحد أسوء وزراء الخارجية في تاريخ الولايات المتحدة.

ولاحظ البعض أنه بعد تشكيل الحكومة الأمريكية الحالية، تم تغيير أصحاب القرارات الخاصة بالشؤون الخارجية والأمن الوطني عدة مرات. وخلال الفترة من مارس عام 2018 حتى سبتمبر عام 2019 فقط، تم إقالة وزير الخارجية تيلرسون ووزير الدفاع ماتيس ومساعد الأمن القومي بولتون من مناصبهم على التوالي. ولكن على العكس من ذلك، بعد توليه منصب مدير وكالة المخابرات المركزية لمدة قصيرة، ارتقى بومبيو إلى منصب وزير الخارجية واستمر في منصبه حتى الآن. ونقل تقرير منشور في ((نيويوركر)) قول مسؤول حكومي سابق لم يرغب في كشف اسمه، واصفا بومبيو بأنه أكبر فشار متزلف حول الرئيس الأمريكي.

ظاهرة أخرى تستحق الانتباه هي أن وزير الدفاع الأمريكي الجديد إسبر هو زميل بومبيو في المدرسة العسكرية. وقال موقع Defense One الأمريكي في مقال بعنوان ” سلطة بومبيو ستتجاوز البنتاغون منذ الآن” إنه خلال وجود فترة بومبيو في منصبه ، يجب ملاحظة قوة تأثيره على وزير الدفاع هذا ؟ وأشار المقال بصراحة إلى أن “بومبيو يقوم الآن بصياغة سياسة خارجية في الحكومة الحالية بنفس الطريقة التي كان قام بها ديك تشيني (نائب الرئيس الأسبق) في حكومة الرئيس جورج دبليو بوش”.

يمكن ملاحظة أن تأثير بومبيو في الفريقين الدبلوماسي والأمن القومي سيكون هائلاً. ومع ذلك ، فإن صفاته المهنية والأخلاقية لا تناسب هذه السيطرة القوية مما أدى إلى تضاعف التأثير المدمر للسياست الخاطئة.

وقف بومبيو وراء الزعيم الأمريكي، وأثر على قرارات الأمن القومي للبيت الأبيض تأثيرا خفيا ، وقاد الفريق الدبلوماسي الأمريكي للركض في طريق الأحادية. ومع ذلك ،سعى بومبيو للمصلحة السياسية الشخصية وحقق طموحات سياسية أكبر على حساب سمعة الدبلوماسية الأمريكية والقادة الأمريكيين.

إذاعة الصين الدولية