تحميل البعض الصين مسؤولية تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) غير معقول على الإطلاق!

تحميل البعض الصين مسؤولية تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) غير معقول على الإطلاق!
تحميل البعض الصين مسؤولية تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) غير معقول على الإطلاق!

أفادت وسائل إعلام بريطانية بأن جمعية هنري جاكسون، وهو مركز أبحاث من المحافظين الجدد مقره في لندن، أصدرت مؤخرا تقريرا بحثيا، تتهم فيه الصين بحجب المعلومات الخاصة عن وضع وباء كورونا المستجد (كوفيد 19)ومخالفة اللوائح الصحية الدولية مطالبة بتحقيق دولي بشأن مسؤولية الصين وإلزامها بدفع تعويضات .

هذه التهم سخيفة للغاية. لقد قدمت الصين تضحيات جساما لبناء خط الدفاع الأول لمواجهة الوباء في العالم وتوفير الوقت الثمين للدول الأخرى، وقامت بنشر معلومات و بيانات بشكل فوري وتقاسم خبراتها في الوقاية والسيطرة على الفيروس مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بدون أي تحفظ… هذه وقائع حقيقية اعترف وأشاد بها المجتمع الدولي حتى أن منظمة الصحة العالمية وصفت الصين بأنها وضعت معلما جديدا للعالم في الوفاء بواجبها الدولي. فأي نوع من القانون الدولي يستند إليه هؤلاء في تحميل الصين مسؤولية تفشي كورونا وطلب تعويضات منها؟

أشار كيري براون مدير معهد البحوث الصينية التابع لجامعة الملك بلندن إلى أن جمعية هنري جاكسن التي طرحت هذه الآراء بلا أساس والمتمثلة في المساءلة والتعويض منظمة يمينية مشهورة وحريصة على الهجوم، ووقع بعض العلماء البريطانيين اليمينيين في لغز “دبلوماسية الزوارق الحربية” المتمثلفة في طلب التعويض انطلاقا من الأنانية السياسية والتحيز الإيديولوجي .

وقال ميتشيل غوف وزير ديوان مجلس الوزراء البريطاني خلال مقابلة له مع وسائل الإعلام في نهاية مارس الماضي إنه رغم أن الصين أبلغت بالإصابة الأولى فوريا لكن التقرير الصيني لم يوضح حجم وصفة الفيروس والعدوى، إن غوف تجاهل حقيقة: أن فيروس كورونا فيروس جديد وتقييم صفته ومبدأ انتشاره وأضراره بشكل علمي يحتاج إلى بعض الوقت.

في حقيقة الأمر، أن سبب ضعف قدرة الحكومة البريطانية على مكافحة فيروس كورونا الجديد يرجع إلى تاريخ حزب المحافظين، حيث كان قد دعا في باكورة ثمانينيات القرن الماضي في إحدى خططه التنموية إلى إنقاص الرفاه الحكومي، وذلك طبقاً لمبدأ “اقتصاد الحرية الجديدة”. وبموجب إحصاءات صادرة عن صندوق الملك البريطاني، فإنه في السنوات الثلاثين المنصرمة، انخفض عدد الأسرة للمرضى في مستشفى إن إتش أس بنسبة أعلى من 50%، أي إلى حوالي 141 ألف سرير. من جهة أخرى، انخفض معدل عدد الأسرة لكل ألف مريض في بريطانيا إلى 2.5 فقط، حيث يعد المستوى الأدنى في نطاق الدول الأوروبية المتقدمة، في حين أن عدد الأسرة لكل ألف مريض في كل من ألمانيا وفرنسا يبلغ 8 و6.

جدير بالذكر أن بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي الذين يمثلهم جوش هاولي قاموا مؤخرًا بالترويج لمشروع القانون ، بزعم الشروع في ” تحقيق دولي” في طريقة التعامل مع الوباء بالصين ومطالبة الصين بالتعويض. وفي مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” مؤخرًا ، قام المستشار التجاري بالبيت الأبيض بيتر نافارو بتشويه سمعة الصين واتهمها بالتستر على المعلومات المتعلقة بالوباء. ويمكن ملاحظة أن “التيار الخفي” عبر الأطلسي الذي شكله هؤلاء السياسيون اليمينيون المتعاونون مع بعضهم البعض يسكب باستمرار المياه القذرة على الصين بطريقة مُستهدفِة ومخططة.

في الوقت الحالي ، تجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 في جميع أنحاء العالم 1.2 مليون شخص ، من بينهم أكثر من 360 ألف شخص تم تشخيصهم في الولايات المتحدة ، وقد دخل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى وحدة العناية المركزة بسبب الأعراض المتفاقمة. في اللحظة الحرجة من مكافحة الوباء العالمي، فإن العمليات السياسية المليئة بالعنصرية من بعض المنظمات وبعض السياسيين في أوروبا وأمريكا ، تكشف عن وجوه اللصوص القبيحة، وتتسبب في المزيد من التدخل في التعاون الدولي للوقاية من الوباء. وفي مواجهة انتشار الوباء في أوروبا والولايات المتحدة، يجب أن يتعقل أولئك الذين ليس لديهم حد أدنى من الاخلاق ولا يخشون ألا يكون العالم فوضويًا.

إذاعة الصين الدولية