“لم يُظهر بومبيو شيئاً من قدرات القيادة، بل استغل وباء كورونا المستجد لضرب الصين وإيران وغيرهما من الدول، الأمر الذي أضعف بشكل كبير التعاون الدولي، الذي يعد الحاجة الأكثر إلحاحاً في ظل تفشي المرض..”
هكذا انتقد موقع “بوليتيكو” الإخباري السياسي وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وهناك انتقادات كثيرة مماثلة داخل الولايات المتحدة، فقد وصفته صحيفة واشنطن بوست مؤخرا بأنه أسوأ وزير خارجية في تاريخ البلاد، وانتقده توم وايت الباحث بمعهد بروكينغز قائلاً: “هو غائب في معظم الأوقات، وكل ما نعرفه أن ما يفعله لا يساعد كثيراً”.
وكما أشار وايت، فإن بومبيو، بصفته وزيراً للخارجية، ركز جهوده على توجيه اتهامات باطلة ضد الصين، فأطلق على كوفيد 19 اسم فيروس ووهان عدة مرات، وادعى كذباً أن بكين لم تبلغ المعلومات المتعلقة بالوباء بشكل سريع، وهدد بطلب تعويضات من الصين.
ويمكن القول إنه من خلال الكذب والخدع والنهب وغيره من الطرق التي اعتاد عليها أثناء فترة عمله في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أضاف بومبيو بقعاً سوداء جديدة إلى سجل الدبلوماسية الأمريكية.
وبالإضافة إلى ذلك، قال بومبيو إن الولايات المتحدة قد لا تستأنف تمويل منظمة الصحة العالمية، ليقف بذلك علناً ضد الصحة العامة العالمية، ويُظهر وجه الهيمنة القبيح وعقلية القوة، ويتعرض لاستنكار شديد من العديد من الدول، بما فيها حلفاء الولايات المتحدة.
ومن المفارقات أن بومبيو يتباهى بأن بلاده ستواصل “قيادة” عملية مكافحة الوباء في العالم وستزيد 27 مليون دولار أمريكي على أموال المساعدات الإنسانية والأمنية والاقتصادية، ولكن فلسطين مثلاً أكدت أنها لم تتلق أي مساعدة أعلنت عنها الولايات المتحدة، وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية مؤخراً أن بلاده لم تتلق دولاراً واحداً من واشنطن.
والافتراءات التي يرددها وزير خارجية الولايات المتحدة منافية للعقل والمنطق والواقع، لعدة أسباب:
أولاً: إن مسألة البحث عن منبع الفيروس علمية وليست سياسية، وقد أصدر 27 عالماً في مجال الصحة العامة على المستوى الدولي بياناً نشرته مجلة “لانسيت” البريطانية الطبية المعروفة، في منتصف فبراير الماضي، استنكروا فيه نظرية المؤامرة القائلة بأن الفيروس مُصنّع وليس طبيعياً، مؤكدين أنها تهدف فقط إلى نشر الخوف والشائعات والتحيز والإضرار بأعمال الوقاية من الوباء.
ثانياً، اتهم بومبيو الصين بإخفاء معلومات حول الوباء، وهذا غير حقيقي، فعقب تفشي المرض، أبلغ الجانب الصيني منظمة الصحة العالمية بحقيقة الوضع، وتشارك التسلسل الجيني للفيروس مع مختلف البلدان، ودعا إلى التعاون مع المجتمع الدولي بشأن الوقاية من الوباء ومكافحته في أقرب وقت ممكن.
وهذه حقائق جلية واضحة، لكن بومبيو يتظاهر بعدم رؤيتها، ويحول نفسه إلى “صانع شائعات”.
ثالثاً، الحجج التي يسوقها لمساءلة الصين ومطالبتها بتعويضات غير معقولة أو واقعية، فالفيروس لا يعرف حدوداً بين الدول، ولا يعترف بعرقية أو لون، والصين، مثل جميع دول العالم، ضحية للوباء.
ومن حيث الأساس القانوني أو الواقع أو العدالة الدولية، فإن هذه المغالطات ليست صحيحة وغير معترف بها، وهي مجرد وسيلة للتحايل السياسي، ولكن يبدو أنه لا يعترف بالحقائق ولا يرى الواقع، إنما يردد الأكاذيب فقط، حيث يسعى إلى نيل دعم القوى المحافظة، من أجل مساعدته في الوصول إلى قمة السلطة.
إن بومبيو هو من يجب أن يُساءل، بصفته كبير الدبلوماسيين الأمريكيين، حيث لم يلتزم بأخلاق المهنة وقواعدها ولم يتحمل مسؤولياته بوعي، بل استمر في نشر “الفيروسات السياسية”، ولم يحترم الخط الأدنى للأخلاق الإنسانية، ما شكل عراقيل في طريق الجهود الدولية لمكافحة فيروس كورونا الجديد.
ومن المؤكد أن الأكاذيب لن تساهم في تعويض الوقت الضائع أو استرجاع أرواح الضحايا، ناهيك عن جعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى.
ويجب على بومبيو أن يدرك أن الفيروس هو عدو بلاده وليست الصين، وأن أي تصرفات قد تؤدي إلى تفكيك التضامن من شأنها أن تفاقم الأزمة، والمصالح الأمريكية نفسها سوف تتضرر جراء ذلك.
وسائل إعلام صينية