قال وزير الخارجية الأمريكية بومبيو مؤخرا إن الولايات المتحدة ستقدم 225 مليون دولار أمريكي أخرى كمساعدات لمكافحة وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد. كما تفاخر بأنه “لا يمكن لأي دولة أن تكون سخية مثل الولايات المتحدة” ، ولكن السؤال هو: هل يمكن تنفيذها؟
في بداية فبراير الماضي، ذكر بومبيو أن الحكومة الأمريكية ستقدم 100 مليون دولار أمريكي كمساعدة لمكافحة الوباء للصين وغيرها من الدول أخرى. وفي أواخر مارس الماضي، أعلن مرة أخرى أن الولايات المتحدة ستسحب ما يقرب من 274 مليون دولار أمريكي من المساعدات الخارجية.
وبهذا الشأن، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية مؤخرًا: “لم نر دولارا واحدا من المساعدة الأمريكية حتى الآن”. بالإضافة إلى ذلك ، زعمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أيضًا أنها ستقدم مساعدة للصين من أجل مكافحة الوباء، ولم يتم تنفيذها أبدًا.
على الرغم من “المساعدة الشفوية” المستمرة، ما زال بومبيو يتباهى بأن “مبلغ التمويل الأمريكي للحرب الدولية ضد الوباء الالتهاب يتجاوز الصين بكثير.
انطلاقا من سلسلة عروض بومبيو منذ تفشي الوباء، فإن جهده لم يركز على كيفية القيام بالعناية الواجبة وتعزيز التعاون الدولي لمحاربة الوباء، ولكن لاستخدام ذلك لكسب رأس المال السياسي والسعي لتحقيق طموحات سياسية أكبر. في مواجهة الأزمة، لم يكن سلوك بومبيو وغيره من السياسيين الأمريكيين بالوقاية من الوباء ومكافحتها ، ولكنهم كانوا قلقين فقط من أن الولايات المتحدة ستفقد الهيمنة العالمية.
ويرى الناس أنه منذ تفشي فيروس كورونا الجديد، بذلت جميع الدول ما في وسعها لمساعدة بعضها البعض، وقد قدمت الصين، باعتبارها أول الدول التي استطاعت احتواء الفيروس، مساعدات إلى جميع الدول في العالم، وحتي الآن، قد وفرت الصين الامدادات الطبية إلى 127 دولة و4 منظمات دولية، وأرسلت فرق الخبراء من مجال الطب إلى 11 دولة بما فيها إيران والعراق وإيطاليا وصربيا، وتبرعت 20 مليون دولار أمريكي إلى منظمة الصحة العالمية لدعمها في اجراء التعاون الدولي حول مكافحة الفيروس، وتقاسمت تجاربها مع المجتمع الدولي بالوقاية من الفيروس والسيطرة عليه وعلاج الامراض….
إن قيام الصين بذلك يعتمد على الروح الإنسانية لإنقاذ المزيد من الأرواح ، كما أنه عودة إلى دعم المجتمع الدولي للصين في مكافحة الوباء في الماضي ، كما أنه يجسد مفهوم مجتمع ذي المصير المشترك للبشرية الذي دعت إليه الصين دائما، ما حصل على تقدير عام من المجتمع الدولي.
وأفادت وكالة الأنباء الإيطالية ANSA في يوم 7 ابريل أنه وفقا للاستطلاع الحديث الذي نشرته مؤخرًا وكالة الاقتراع المحلية أن أكثر من نصف المستطلعين يعتقدون أن الصين كانت تساعد بشكل أكبر لدولة ايطاليا في مكافحة الفيروس، واتخذت بعض الدول بما فيها العراق “اجتياز بوابة المياه “وطرق أخرى لمقابلة الطائرة التي تنقل مواد المساعدة الصينية ؛ وعبر إيزابيل دياز أيوسو ، رئيس منطقة مدريد ذاتية الحكم في إسبانيا ، عن شكره إزاء الامدادات الطبية التي نقلتها رحلة السكك الحديدية بين الصين وأوروبا على وسائل التواصل الاجتماعي …
وكانت المساعدات الصينية مليئة بمفهوم إنقاذ الإنسان والروح الإنسانية ، لكن بعض السياسيين الأمريكيين شوهوا سمعة الصين واتهموا المساعدة الصينية ب “دبلوماسية الأقنعة” و “الاعتبارات الجيوسياسية”، وهذا يكشف أنهم ما زالوا يحملون عقلية الحرب الباردة ويفعلون كل شيء ممكن لتشويه سمعة الصين في محاولة لاستفزاز علاقة الصين مع المجتمع الدولي.
وفي الوقت الحاضر ، فإن مكافحة الوباء العالمية في حاجة ماسة إلى التضامن والتعاون والمساعدة الصادقة ، وليس الحساب السياسي والاستفزاز. الآن ، العالم كله يراقب: متى ستفي الولايات المتحدة حول تعهدات المساعدات الأمريكية ؟