هل يحقق أردوغان طموحاته الامبراطورية

أهواء أردوغان الإمبراطورية
أهواء أردوغان الإمبراطورية موقع أصدقاء سورية موقع أصدقاء سورية أردوغان اردوغان الامبراطور أدروغان الامبراطور ادروغان

تحت العنوان أعلاه، نشرت “كوريير” للصناعات العسكرية، مقالا حول استمرار طموحات أنقرة العثمانية رغم الأزمات التي تعانيها تركيا، فهل ينجح أردوغان في استعادة امبراطوريته المبتغاة؟

وجاء في مقال الباحث في مركز الأمن الدولي بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، ستانيسلاف إيفانوف:

تعرضت الجمهورية التركية، مثل معظم دول العالم، لهجوم فيروس كورونا، وهي على شفا ركود مالي واقتصادي. وليس الوضع السياسي الداخلي في البلاد في أحسن حالاته: فلا يزال من غير السهل على أردوغان الحفاظ على توازن القوى السياسية، ذلك أن هزيمة حزب العدالة والتنمية الحاكم في انتخابات العام 2019 في أنقرة واسطنبول، أظهرت مدى هشاشة مواقفه. 

لكن رجب أردوغان وأنصاره لا يتخلون عن السياسة الخارجية التي ينتهجونها لاستعادة وضع تركيا في البلدان التي كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية.

يولي أردوغان اهتماما خاصا لاستخدام العامل الإسلامي في سياسته التوسعية. فلقد أدرك تماما الميل العام إلى زيادة دور الإسلام وأهميته في العالم وعملية أسلمة الكوكب الملحوظة. وخلال سنوات حكمه، “اخضرّت” تركيا بشكل ملحوظ ، وتحولت من جمهورية علمانية كمالية إلى قوة إقليمية إسلامية. يدعي أردوغان بجدية أنه زعيم الحركة الإسلامية السنية المحمدية ويحاول استخدام هذا العامل في السياسة الداخلية والخارجية.

ومع أن مشاركة أنقرة في الصراعين السوري والليبي تتطلب موارد مالية ومادية كبيرة، يواصل أردوغان توسعه التركي النشط في البلقان وما وراء القوقاز وآسيا الوسطى. في هذه المناطق، يلجأ أكثر إلى “القوة الناعمة”: تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والنقل والطاقة والعلاقات العرقية والطائفية والثقافية وغيرها. في البلقان، في أساس التغلغل التركي تقع بلغاريا وكرواتيا وكوسوفو وجميع الروافد الأخرى للإمبراطورية العثمانية السابقة مع جالياتها المسلمة؛ أما في جنوب القوقاز، فأذربيجان وجورجيا؛ وتركمانستان في آسيا الوسطى.

من الصعب القول إلى أي مدى سيذهب أردوغان في تحقيق طموحاته الإمبراطورية العثمانية في الظروف الحديثة ومدى قدرته على اختراق أوروبا. لكن من الواضح أنه لا يرضيه أن يكون مجرد زعيم لقوة إقليمية. فهو يسعى إلى توسيع نفوذ جمهورية تركيا ليشمل جميع الشعوب الناطقة بالتركية والمجتمعات السنية المسلمة، والأراضي التي كانت تشملها الإمبراطورية العثمانية السابقة.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: مجلة كوريير