تحت العنوان أعلاه، كتب البروفيسور في المدرسة العليا للاقتصاد، دميتري يفستاييف، في “أوراسيا إكسبرت”، عن محاولة روسيا الاتفاق على نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يحكم العالم.
وجاء في المقال: مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد قمة لرؤساء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والتي عبّر عنها في منتدى الهولوكوست في إسرائيل في الـ 23 من يناير، لم تلق دعما حتى الآن سوى من فرنسا والصين والأمم المتحدة نفسها. فالولايات المتحدة، ما زالت صامتة، ومع ذلك، فلا موعد نهائيا لمثل هذا الاجتماع، على الرغم من إرسال موسكو رسائل رسمية مع اقتراح بالاجتماع إلى المعنيين بالأمر.
القيادة الروسية، تدرك أن أسس القانون الدولي ونظام العلاقات الدولية يجري تدميرها. روسيا، مستعدة لأن يصبح العالم الناشئ متعدد الأقطاب مجالا لمنافسة متعددة السويات. فقد يتحول الانتقال إلى التعددية القطبية إلى فترة صراع بلا قواعد، وهو ما يدفع الأمريكيون وبعض أتباعهم العالمَ إليه. لكن روسيا ترى أن الانتقال إلى التعددية القطبية يمكن تحقيقه في وضع أكثر هدوءا وقابلية للتحكّم مع قواعد لعب واضحة نسبيا.
ولكن، لا يمكن تحقيق ذلك دون إدراج مراكز النفوذ الاقتصادي والعسكري والسياسي الجديدة، والتي تتمتع بسيادة كاملة، في الحوار.
من بين هذه الدول، بالطبع، تتميز الهند وإيران والأرجنتين وإندونيسيا ومصر وفيتنام وتركيا. بينما يمكن للبلدان التي تتمتع بسيادة دولة جزئية، كاليابان وبولندا وألمانيا والسعودية، أن تفوّض صوتها في الحوار لعاصمة سياسية ما و/أو دولة الاحتلال، أي الولايات المتحدة. ومن المهم أن تجد بلدان أوراسيا الجديدة المكان المناسب في هذا النظام.
إلا أن “يالطا الجديدة” من المستبعد أن تتحقق بنتيجة اتفاق واحد. كما أن العودة إلى النظام العالمي الذي أقره العمالقة السياسيين الثلاثة في قصر ليفاديا أمر مستحيل. بل، ونظام “يالطا” العالمي نفسه لم يدم طويلا، ففي الواقع ، بدأ الانهيار في بوتسدام. وقد حدث ذلك لأنه لم يعتمد على العنصر الأكثر أهمية: الردع النووي، الذي يبدو أنه يظل أساسا لبناء حتى قواعد اللعبة الأكثر ديمقراطية.
لذلك، سوف تكون”يالطاالجديدة” على الأرجح سيرورة لبناء آليات مناسبة لتحقيق التوازن بين مصالح اللاعبين الرئيسيين..
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة