تراث العود الدمشقي… معرض وندوة تراثية وأمسية غنائية

للعود الدمشقي فرادة في الصنعة أعطت لهذه الآلة الموسيقية صفات ميزتها عن مثيلاتها في العالم فكانت حصيلة إبداع سوري عمره آلاف السنين.

وخلال ندوة تراثية حملت عنوان تراث العود الدمشقي أقامها المركز الثقافي في كفرسوسة كان الجمهور على موعد مع معرض لنماذج من هذه الآلة إضافة لعرض مصور تضمن نبذة تاريخية وتعريفية عن صناعة العود الدمشقي.

ووضعت على خشبة مسرح المركز 17 آلة عود دمشقي صنعها عدد من الحرفيين تعود بعضها لأكثر من 100 عام منها أعواد للحرفي عبدو نحات صنعت ما بين أعوام 1901 و1913 إضافة لعود جودت حلبي صنع عام 1953.

الفنان التشكيلي الدكتور فؤاد طوبال الاستاذ في كلية الفنون الجميلة استعرض خلال محوره تاريخ نشأة الموسيقا في سورية مبيناً أنها كانت القاعدة التي انطلق منها للمنطقة والعالم حيث عرفت حضارة أوغاريت أول معهد للتدريب الموسيقي وعبر الحضارة الأموية وعاصمتها دمشق تعرفت إسبانيا وأوروبا على آلة العود.

شيخ كار العود بشار جودت حلبي أكد أن العود الدمشقي أحد أهم مكونات التراث السوري ويحظى بأهمية عالمية ويتميز بصناعته ودقته وسلاسة العزف ويعبر عن الطرب الأصيل.

ولفت حلبي إلى أن أصل العود في المنطقة سوري ودمشقي وتفرده يكمن في صوته وشكله وقياسه المميز مشيراً إلى أن أول معمل لصناعة العود الدمشقي بشكله الحالي كان سنة 1880 عبر الحرفيين عبدو وروفان النحات معتبراً أن التطوير الذي عرفته صناعة العود ودخول التكنولوجيا وتحوله للتجارية أضر بصناعة العود الدمشقي اليدوية.

وكانت تستخدم في صناعة العود قديما بحسب حلبي الأخشاب التي يؤتى بها من الغوطة ولا سيما السرو والجوز والمشمش إضافة إلى الصنوبر والكينا ويتميز صوته بالطرب والحنين وتوزان بين أصوات الأوتار في القرار والجواب وهذه الميزة غير موجودة في غيره من الأعواد.

وتلا الندوة أمسية غنائية استمع خلالها الحضور إلى أربعة عازفين على آلة العود وهم محمد راغب المرادني وجورج جبران وأمجد حودة وياسر غنام.

سانا