تعرّضت بعض أجزاء قلعة شيزر خلال الفترة الماضية للهدم والتخريب، جراء الحرب المتواصلة في ريف حماة، وقال رئيس دائرة آثار حماة عبد القادر فرزات مؤخراً أن أعمال ترميمها خلال الأسابيع الماضية شملت إعادة واجهة مدخلها الرئيسي والجسر الممتد إلى هذا المدخل، “إذ تم تدعيم جدرانه وقواعده بما يتفق والطابع الأثري والنسيج المعماري للقلعة التاريخية، فضلاً عن ترميم الفجوات المتهدمة داخل القلعة وعدد من أبراجها المتصدعة”.تتبع بلدة شيزر منطقة محردة في محافظة حماة، وهي في الأصل مدينة موغلة في القدم ذكرها أمرؤ القيس في شعره، وقال: “عشيّةَ جاوزنا حماةَ وشيزرا/ تقطّع خِلانُ الصبابةِ والصِّبا”. بحسب رواية البلاذري، دخلت المدينة الرومية سنة 638 في كنف الإسلام، حيث سار أبو عبيدة إليها من حماة بعدما فتحها صلحا على الجزية، “فتلقاه أهلها وسألوه الصلح على مثل صلح حماة ففعل”. وذكرها عبيد الله بن قيس الرقيات في شعره يوم كان في صحبة أولاد الزبير حين قتلهم عبد الملك بن مروان، وقال في رثائهم: “فوا حزنا إذ فارقونا وجاوروا/ سوى قومهم أعلى حماة وشيزرا”.