تحت العنوان أعلاه، كتب يفغيني كروتيكوف، في “فزغلياد”، حول مفهوم روسي للتعامل مع إفريقيا يختلف جذريا عن تعامل الغرب والصين.
وجاء في المقال: جاء عشرات القادة الأفارقة إلى روسيا للمشاركة في المنتدى الدولي غير المسبوق. فهذا هو أول منتدى روسي إفريقي على هذه السوية في التاريخ، يناقش بشكل أساسي الجوانب الاقتصادية للتعاون.
ينتظر من القمة الإعلان عن برنامج مكثف للتعاون الاقتصادي بين روسيا ودول القارة الإفريقية. الأرقام بحد ذاتها ضخمة ومؤثرة، ومخيفة لشركائنا الغربيين والصين. المسألة في أن تغلغل روسيا، بسبب عدد من الظروف، على مدى السنوات الخمس إلى السبع الماضية كان أكثر فاعلية من عقود من الاستعمار الغربي الجديد والتوزيع السخي للأموال من قبل بكين. وقد هيأت لهذا النجاح بعض الممارسات الروسية الخالصة في إفريقيا. لحظات إنسانية بحتة، تجسدت بالكامل في “الممارسة الإفريقية الجديدة” لروسيا، ليس فقط في المجال العسكري والسياسي، إنما وفي الاقتصاد.
ولا يمكن حساب التأثير الختامي لقمة سوتشي (الاقتصادي والعسكري- السياسي) إلا على بمرور عقود من الزمن. وهذا لا يلغي ضرورة أن نحدد بوضوح الأولوية، للسياسة أم الاقتصاد. فحتى الآن، النفوذ العسكري-السياسي، وفقا لمفهوم “الاستقرار أولاً، والربح ثانيا”، يقوم بخطوات سبّاقة إلى الأمام، أما المشروعات الاقتصادية الواسعة النطاق فينبغي أن تعطي نتائج ملموسة، إن لم يكن غدا فقريبا.
من الناحية الجيوسياسية، لا تزال إفريقيا في نظر العالم الغربي مجرد منبع كبير لشيء ما غالي الثمن ومفيد، ولا يلاحظ شركاؤنا الغربيون الزيادة الحادة في وعي الذات لدى قرابة عشرين دولة نامية هناك. في مثل هذه البيئة، من الأفضل قيادة الموجة الجديدة من تقرير المصير الوطني في القارة السمراء بدلاً من التبرع بالمال، مثل الصين، أو شراء الزعماء المحليين، مثل البريطانيين والأمريكيين، أو الانكفاء، مثل الفرنسيين.
إذن، هناك كل الأسباب للقول بأن المفهوم الروسي الجديد للسياسة الإفريقية يسير في الاتجاه الصحيح في مرحلته الأولى.
يفغيني كروتيكوف – “فزغلياد”،
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة