المغص عند الرضع .. ماهي أسبابه وطرق علاجه

جميل أن تنجبي طفل سليم تقومين بإرضاعه، تضعيه إلى جوارك ينام الساعات الطوال لا يستيقظ إلا إذا أراد الرضاعة ليدعك ترتاحين من عناء الحمل والولادة،

ولكن ما أن يمضي أسبوع أو أسبوعان على ولادته حتى تبدأ المعاناة أنه يبدء بالبكاء بشدة في الساعات الأولى من الليل لا يصمت أبدا إلا إذا قمت بحمله أو وضعه على صدرك ويستمر ذلك لعدة ساعات يرجع بعدها إلى النوم وكأن شيء لم يكن لابد..

وهنا نتعرف على أسباب المغص عند الرضع وكيفية علاجه.

ماهو المغص عند الرضع ؟ تقولين أن طفلك لسبب ما كان يعاني من ألم في بطنه وأن الأمر قد انتهى ولكن سرعان ما أصبح الأمر يتكرر كل ليلة وأصبح يسبب لك التعب والسهر والعصبية ولعلكِ تتساءلين ما الذي يحدث لطفلك الرضيع، إن الجواب هو المغص عند الرضع.

20 إلى 30% من الرضع يعانون من هذا الأمر الذي يبدأ في الأسبوع الأول أو الثاني من عمر الرضيع وينتهي بانتهاء الشهور الثلاث الأولى ونادرا ما يمتد أكثر من ذلك.

إن التعريف الطبي لـ المغص عند الرضع هو نوبات من البكاء الشديد لثلاث ساعات يومياً ولأكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع ولأطول من ثلاثة أسابيع متتالية لطفل صحيح الجسم. و المغص عند الرضع يصل إلى حد أن يصبح فيه معاناة الآباء كبيرة وخاصة إذا كان الأب والأم للطفل من العاملين وبحاجة إلى الراحة حتى حدث أن قام بعض الأباء في بعض الدول بإلقاء أطفالهم الرضع من نوافذ الطوابق العلوية في ساعات متأخرة من الليل بسبب العصبية الزائدة التي تحدث لديهم نتيجة البكاء الشديد لأطفالهم.

أنواع المغص عند الرضع

  1. نوع خفيف: حيث يكون الطفل سريع الإنفعال والبكاء في الساعات الأولى من الليل.
  2. . نوع شديد: هنا يبدأ الرضيع وبدون سابق إنذار نوبة من البكاء الشديد مع احمرار في الوجه يرفع رجليه إلى بطنه يتبعه بصراخ عالي الحدة ثم ينتهي فجأة ليتبع بعد عدة دقائق بنوبة أخرى ويستمر ذلك ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا،

غالباً ما يحدث ذلك في الليل وأحيانا في ساعة معينة من الليل، وفي بعض الرضع قد يحدث ذلك ليلا أو نهاراً وقد يصاحبه انتفاخ في البطن وقد يخف الألم بعد خروج الهواء أو البراز من الشرج.

 إن مغص الرضع يبدأ في الأسبوع الأول أو الثاني من عمر الرضيع ويكون أشد حدة في الأسبوع السادس يبدأ بعدها يخف تدريجيا إلى نهاية الشهر الثالث وقليلا ما يمتد إلى الشهر الرابع.

أسباب المغص عند الرضع

 1. الحساسية لبعض أنواع الأطعمة التي تتناولها الأم: لقد وجد أن تناول الأم للمواد التي تحتوي على حليب البقر تسبب المغص عند الرضع الذين توجد لديهم حساسية ضد بعض أنواع البروتينيات التي يحتوي عليها حليب البقر، وقد لوحظ أن ثلث الرضع الذين يعانون من هذه الحالة قد اختفى عندهم المغص عند توقف الأم عن تناول هذه الأطعمة، وقد وجد أن هناك علاقة بين مغص الرضع وتناول بعض الأطعمة مثل القرنبيط، الملفوف، البصل، القهوة.

 2. زيادة الغازات: الغازات التي تدخل إلى أمعاء الرضيع خلال فترات الرضاعة وخصوصا إذا كانت طريقة إرضاع الطفل خاطئة أو عدم تجشاء الطفل بعد إرضاعه تعتبر من أحد أسباب المغص.

3. عدم تطور الجهاز العصبي لبعض الأطفال الرضع: إن عدم تطور الجهاز العصبي عند الأطفال الرضع يؤدي إلى حدوث انتفاخ في أمعاء الأطفال.

4. الضغوطات النفسية والتوتر: لقد وجد أن هناك علاقة قوية بين مغص الرضع والضغوطات النفسية التي تتعرض لها الأم خلال فترة حملها خصوصا إذا كان الزوج يظهر شعورا سلبيا خلال فترة الحمل والولادة. ما يجب عليكِ القيام به إذا كان طفلك الرضيع يشكو من هذه الأعراض هو عرضه على الطبيب ليؤكد لك أن الذي يشكو منه طفلك هو مغص الرضع وليستثني أي حالات مرضية أخرى تؤدي إلى البكاء الشديد للطفل مثل التهابات الأذنين، التهابات المجاري البولية، والتكسير الجزيئي للأمعاء،

إن الطفل الذي يعاني من مغص الرضع ذو صحة جيدة ولا يعاني من أي أعراض أخرى فإذا كان هناك أعراض مثل القئ، الإسهال، الحرارة أو أي أعراض أخرى يجب ذكرها إلي الطبيب ليتسنى له تشخيص طفلك بدقة. إن ما يقوم به الطبيب هو التأكد من أن نمو وتطور الطفل طبيعي، إن إجراء الفحوصات المخبرية غالبا ما يكون غير ضروري بإستثناء فحص البول وزراعته.

علاج المغص عند الرضع لا يوجد علاج شاف تماما إلى الآن لمغص الرضع، ولكن هناك عدة أمور يقدمها الطبيب لمساعدتك في التعامل مع هذا الأمر، من أهمها: تأكدي تماما أن طفلك الذي يعاني من مغص الرضع هو طفل تطوره ونموه طبيعي. لا يفضل إعطاء أي نوع من مضادات المغص فليس لها فائدة تذكر. إن أفضل علاج لمغص الرضع هو أن تجدي طريقة مريحة يتجاوب معها طفلك ويتوقف عن البكاء مثال ذلك المشي مع هز الطفل،

إصدار أصوات موسيقية تشد انتباه الطفل

. الأدوية الخاصة لمغص الرضع والتي تم اكتشافها مؤخرا (simithicone)، أحيانا تكون لها فائدة وأحيانا لا تكون، ولكن بسبب الأعراض الجانبية لا يفضل إعطائها إلا في حالات معينة.

خذي قسطا من الراحة بإعطاء طفلك لشخص أخر ليقوم برعايته وخصوصا إذا كنت متعبة وتريدين النوم وحتى تتكيفي مع هذه الفترة من حياة طفلك.

بعض الأعشاب الطبية كالبابونج والنعناع قد تكون أكثر فائدة من الدواء ولكن إعطائها في هذا العمر المبكر لم يثبت سلامته إلى الآن.

الامتناع عن تناول بعض المأكولات مثل القرنبيط الملفوف أو تناول القهوة أو التدخين.