اتسعت دائرة الابداع لدى الأديب الراحل بديع حقي لتشمل الشعر والقصة والرواية والدراسة والمقالة والترجمة إلى جانب عمله الدبلوماسي لينقل حضارة بلادنا وثقافتها إلى عدد من دول العالم.
الندوة الشهرية الخامسة التي تقيمها وزارة الثقافة “قامات في الأدب والفكر” خصت مسيرة هذا الأديب بفعاليتها تحت عنوان “بديع حقي كاتب الموقف والكلمة الشعرية” في مكتبة الأسد.
وتناولت المداخلة التي قدمها الباحث غسان كلاس في الندوة حياة الأديب الراحل منذ ولادته عام 1922في حي شامي عريق فسكنه البيت الدمشقي جسدا وأدبا وكتب روايته “الشجرة التي غرستها أمي” ليتحدث عن ألمه الشديد لتحول ذلك البيت الذي غرست والدته في فنائه شجرة نارنج إلى بناء حديث لافتا إلى إبداع حقي كشاعر ثم انتقاله إلى القصة والرواية ولكن بصمته كشاعر تظل واضحة في نتاجاته الأدبية.
الدكتورة أماني محمد ناصر بينت في مداخلة بعنوان “قراءة في قصص بديع حقي ومضمونها” ميزات القص عنده وصلة أدبه الوثيقة بالقضية الفلسطينية وحمله همومها كما في مجموعته “التراب الحزين” لافتة إلى الحالة النفسية لشخوص قصصه وتماهيها مع الألم والحزن والخوف والقلق والترقب والحب الذي يمتزج فيه حب الوطن والحبيبة والأم إضافة إلى البعد الطبقي الاجتماعي في أدبه واهتمامه بالطبقة المسحوقة.
“فلسطينيات بديع حقي” عنوان مداخلة الروائي أيمن الحسن التي بين فيها حمل الأديب السوري حقي القضية الفلسطينية على عاتقه في كل أدبه شعرا وقصة ورواية كما في قصة “يوميات خيمة” التي عالج فيها مأساة اللاجئين الفلسطينيين فعايش تفاصيل حياتهم اليومية ليكتب عن عمق آلامهم.
الدكتور اسماعيل مروة الذي أدار الندوة قدم مداخلة بعنوان “موسيقية الكلمة في روايات بديع حقي” مبينا الشاعرية الشفافة والهامسة في رواياته إضافة إلى الموسيقا الداخلية الهامسة التي تنساب من جمله وتراكيبه منوها بترجماته وأهمها مختارات من شعر الشاعر الهندي طاغور حيث تعد من أفضل الترجمات العربية لهذا الشاعر الكبير كما أعطى الرواية المترجمة حقها ليشعر القارئ أنه أمام أدب عربي وليس أدب مترجم.
سانا