قصة علي بابا والأربعون لصا:

في قديم الزمان وبأقصى بلاد الشرق كان هناك نجار “علي بابا” يعيش هو وزوجته حياة فقيرة معدمة، كان “علي بابا” يذهب كل يوم إلى الغابة لقطع بعض الأشجار التي يبيعها بالسوق ليكسب قوت يومه، كان مجدا دائما في عمله ولا يمل منه أبدا؛ وبيوم من الأيام وأثناء عمله بالغابة سمع صوتا قادم من بعيد، وأدرك أنهم أناس قادمون عليه ولا يوجد بهم أية علامة تدل على أنهم لطفاء، فخمن بنفسه ربما هم لصوص وقاطعون طريق وأنهم بالتأكيد خطيرون، فخبأ حماره بعيدا وتسلق إحدى الأشجار المرتفعة.

اندهاش:

وبالصدفة توقف الرجال أسفل الشجرة التي تسلقها “علي بابا” الذي استطاع عدهم فأحصاهم 40 رجلا كل واحد منهم يحمل سلاحه الخاص؛ فنزل جميع الرجال من على أحصنتهم وحملوا زكائب استطاع “علي بابا” أن يعلم ما بها عن طريق أن إحدى تلك الزكائب كان بها ثقب فتساقطت منه بعض العملات الذهبية؛ وذهب كبيرهم متوجها إلى صخرة عملاقة ورجاله من خلفه يسيرون وكل واحد منهم يحمل زكيبة مليئة بالذهب الخالص، وتوقف أمام تلك الصخرة وقال بعلو صوته: “افتح يا سمسم”، فانفتحت الصخرة بمجرد قوله لتلك الكلمات وظهر من خلفها كهفا مضيئا دخل به كل اللصوص وبمجرد دخولهم انغلقت الصخرة تلقائيا؛ وبعد وهلة بسيطة خرج اللصوص وركبوا دوابهم وانطلقوا في طريقهم مبتعدين عن الغابة.

قرار مصيري:

بعدما اطمئن “علي بابا” من ابتعاد اللصوص نزل من على الشجرة وجلب حماره وتوجه إلى الصخرة وتفوه بنفس كلمات كبير اللصوص: :افتح يا سمسم”، فانفتحت الصخرة ودخل “علي بابا” إلى الكهف من خلفها ورأى ما أدهشه، لقد رأى الكثير من الكنوز التي لا مثيل لها، الكثير من الذهب والفضة والملابس الفاخرة وغيرها من المجوهرات واللؤلؤ؛ فقام بأخذ 3 زكائب مليئة بالذهب ووضعهم على حماره وعاد إلى منزله؛ وعندما رأت زوجته الذهب الكثير قلقت كثيرا ولكنه حكا لها وطمأن قلبها.

التستر والكتمان:

أمر “علي بابا” زوجته بالذهاب إلى امرأة أخيه “أبا القاسم” وجلب مكيال وأمرها بالتستر وعدم ذكر أي شيء عن الذهب أمامهما، لقد كان “أبا القاسم” أخا لعلي بابا، وكان من أثرى الأثرياء ولكنه كان جشعا لا يساعد أخاه المسكين مطلقا؛ فتعجب “أبو القاسم” من أمر علي بابا وزوجته مما جعله يضع مادة لاصقة في باطن المكيال حتى يعلم ما الذي سيكيلانه به.

افتضاح الأمر:

قاما “علي بابا” وزوجته باكتيال الذهب ووضعه بحفرة بالمنزل حتى لا يعلم أحد بأمره، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان لقد التصقت قطعة ذهب بالمكيال، وعندما ذهبت زوجة علي بابا لاسترجاعه لأبي القاسم وجدها عالقة به؛ وبصباح اليوم التالي هدد “أبو القاسم” أخاه إن لم يخبره بأمر الذهب ومن أين حصل عليه ليكشفن أمره أمام كل الناس، ولأن “علي بابا” كان على يقين بما قد يفعله أخوه الجشع أخذه إلى المكان وسرد له كل الحكاية وحذره من خطورة الأمر وبعدها ذهبا مسرعين قبل قدوم اللصوص.

الطمع وجزاؤه:

ولأن “أبا القاسم” طماع وجشع ذهب ومعه حمارين لتلك الصخرة وقال الكلمات التي حفظها من “علي بابا” ففتحت الصخرة، ولكنه عندما رأى الكنوز ذهب عقله فأخذ يعبئ الزكائب بالذهب والمجوهرات ولما انتهى وأراد الخروج كان قد نسي الكلمات، فأخذ يجرب كلمات عديدة ولكنها لم تجدي نفعا، فضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأخذ يبحث عن مكان آخر للخروج ولكنه لم يجد؛ وبعد فترة جاء اللصوص ووجدوا الحمارين خارجا، وكان قد لاحظ كبيرهم فقدان بعض الذهب من كهفه فأيقن أن هذين الحمارين هما للص الذي سرق ذهبهم مسبقا، فأمر رجاله بمجرد دخولهم للكهف يشهروا سيوفهم ويقتلوه قبل أن يتفوه بكلمة واحدة، وبالفعل قتلوه.

قلق وحيرة:

وعندما جاء الليل ولم يأتي “أبو القاسم” ذهبت زوجته إلى “علي بابا” لتخبره بكل ما بدر من زوجها وطلبت منه أن يبحث عنه، وعندما علم “علي بابا” بما حل لأخيه رجع البيت حزينا أسفا، فأخبرهما بكل شيء؛ اهتم “علي بابا” بشئون زوجة أخيه من بعد وفاته، فوسع تجارتها بالذهب الذي معه وصاروا أثرى الأثرياء بالمدينة.

حكمة بالغة:

وكل يوم كان يلاحظ كبير اللصوص نقصان الذهب فأمر أحد رجاله بالذهاب إلى السوق وتعقب من ظهر عليه الغناء والترف مؤخرا، فوجده الرجل “علي بابا” فقام بتعقبه إلى أن وصل إلى منزله فقام بوضع علامة بارزة؛ وعندما أدركتها زوجة أبي القاسم الحكيمة أدركت أن ورائها شيء غريب، فقامت بجلب دلو من الطلاء بنفس اللون ووضعت علامات مماثلة لها على كل المنازل من حولهم؛ وعندما أتوا اللصوص رجعوا أدراجهم منكسرين خائبين.

دهاء ومكر:

قام كبير اللصوص بحيلة في منتهى الذكاء، تنكر في زي تاجر قدم من بلاد بعيدة ليبيع “علي بابا” 40 جرة مليئة بزيت الزيتون، فاستضافه علي بابا بمنزله وأمر الخدم بإعداد وليمة فاخرة لضيفهم، ولكن زوجة أبي القاسم كانت امرأة حكيمة جدا، أثناء تناول العشاء ذهبت لتتأكد من مدى جودة زيت الزيتون، وبمجرد دخولها سمعت أصوات اللصوص يتناغمون مع بعضهم البعض، فقامت بغلي زيت وافر وأغرقتهم جميعا في جرارهم؛ وعندما جاء كبيرهم ليوقظهم لتنفيذ خطته وجدهم جميعا صرعى وبمناظر بشعة، فأصابته سكتة قلبية مات على إثرها؛ وعاشت أسرة علي بابا حياة مترفة مليئة بالسعادة والهناء.