عبد المعطي أبو زيد… مسيرة فنية ونضالية ملتصقة بتراب فلسطين

الفنان التشكيلي عبد المعطي أبو زيد أحد أبرز رواد الفن الفلسطيني المعاصر حمل قضية وطنه بقلبه وروحه وجسدها في لوحاته لأنه يجد في الرسم أداة مهمة للتعبير عن مكنوناته تجاه أرضه مركزاً على الجانب التراثي في أعماله وتعلقه بالأمل وارتباطه كفنان بتراب فلسطين.

ابن مدينة حيفا استعرض في حديث لـ سانا بداياته الفنية التي انطلقت من تراكم الصور التي لا تزال تعشعش في ذاكرته عن مدينته وتصوره لبحرها وجمال طبيعتها إضافة إلى مجموعة قصص إنسانية عايشها وانطباعاته عن النزوح التي جسدها بالكثير من لوحاته فلم تكن القضية الفلسطينية عنده مشاهدة فقط بل تحليل لكل ما يراه من معاناة إنسانية والمراحل الصعبة التي عاشها في مراحل عمره الأولى.

أبو زيد الذي نشأ في دمشق وعشقها وتعلق ببيوتها القديمة يؤكد أن لها مكانة خاصة في قلبه ولا سيما أنه بدأ موهبته الفنية من خلال رسمها بطريقته الخاصة مبيناً أنها خلقت له مفصلاً جديداً في مرحلة البدايات والتي طورها لاحقاً خلال دراسته الثانوية مع مجموعة من الطلاب الموهوبين بإشراف أساتذة مختصين ما أهله ليقيم العديد من المعارض التشكيلية ناقلاً الحياة الفلسطينية إلى اللوحة بتجديد خاص به.

وحول ظروف تكوين اتحاد للفنانين التشكيليين الفلسطينيين أوضح الفنان الذي كان من أوائل مؤسسيه أنه تشكل عام 1979 كجهة راعية ومنظمة للحركة التشكيلية داخل الأراضي المحتلة وفي الشتات ولعب دوراً بالغ الأثر في التعريف بالقضية الفلسطينية عبر الفن التشكيلي.

وتشكلت فروع الاتحاد حسب أبو زيد في أغلب الدول العربية ومنها سورية والكويت ولبنان والإمارات واستطاعت تحقيق حضور فاعل بأغلب المعارض التشكيلية التي أقيمت في دول عربية وأوروبية مؤكداً أن بوصلة الاتحاد كانت على الدوام فلسطين في أي حراك فني أو مشروع نقابي يحافظ على قيمة الوطن لدى الفنان والجمهور على حد سواء.

ومن الأساسيات التي حافظ عليها الاتحاد منذ انطلاقته ولا سيما فرعه في سورية التعامل مع جميع الفنانين الفلسطينيين بسوية واحدة بغض النظر عن الفصائل التي ينتمون إليها ما منحه برأي أبو زيد القدرة على الاستمرار والتميز إضافة إلى العلاقات القوية التي جمعته بنقابة الفنون الجميلة في سورية التي أصبحت لاحقاً اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وخاصة مع فرع القنيطرة عن طريق إقامة العديد من المعارض المشتركة في المحافظات.

ولفت الفنان الحائز على العديد من الجوائز التقديرية إلى أنه سعى عبر مسيرته الفنية إلى أن تكون فلسطين منارته إلى الفن مختصراً عبرها معاني التراث والأمل والعودة معتمداً بخطه الفني على الفن المعماري الفلسطيني والمرأة كرمزين يختزلان القضية وما طال الشعب الفلسطيني من هموم اجتماعية وإنسانية جراء الاحتلال والتعبير عن هذه الحالات بصدق وأصالة.

تنقل أبو زيد عبر مسيرته الفنية بمدارس عدة بدءاً من الواقعية التي لم يجد نفسه فيها ما جعله يسعى لتكوين شخصيته من خلال اطلاعه على العديد من التجارب إضافة إلى ثقافته لتغدو اللوحة الفلسطينية هي أساس عمله الفني.

ويلفت أبو زيد إلى تعاطف الكثير من الفنانين الأوروبيين مع القضية الفلسطينية عبر استضافة معارض تناولت هذه القضية في دولهم ورسم أجمل اللوحات عن فلسطين فانتقل تأثير الفن التشكيلي الفلسطيني إلى أرجاء العالم وأصبح له جمهوره الخاص لأنه جسد قضية شعب.

وتمنى أبو زيد في ختام حديثه من جيل الفنانين الشباب الفلسطينيين حمل لواء قضيتهم والدفاع عنها وتجسيدها في كل أعمالهم ليبقى التحرير وحلم العودة هاجسهم الوحيد متمنياً عودة الأمن والأمان إلى ربوع سورية التي قدمت وما تزال لفلسطين الكثير.

سانا